|
ملحق ثقافي بريقَ شعرك. ما كانَ سهلاً عَليّ أن أضطر لفراقِك. أذكر ليالي الخريف، حفيفَ ظلالِ البتولا رُبَما كانت نهاراتُ تلك الأيام قصيرة، لكنَ القمرَ أضاءَ لنا طويلاً. أذكرُ أنكِ قلتِ لي: «ستعبُر السنواتُ الزرقاء الجميلة وتنساني يا عزيزي مع امرأةٍ أخرى، إلى الأبد» واليوم أيقظت مشاعري ثانيةً الزيزفونةُ المزهرة؛ كم نثرتُ - يومَها - الأزهار بحنان في خصلاتِ شعركِ الأجعد. القلبُ ليسَ راغباً - بعدُ - بالانطفاء ومن المُحزن أنه أحبّ سواك إنه يتذكّرُكِ قصّةً حبيبةً مع امرأةٍ أخرى. 1925 ** معطف سماوي اللون، عينانِ زرقاوان. لم أقل لحبيبتي شيئاً من الحقيقة. سألتْ حبيبتي: «هل تعصفُ العاصفة؟ أَأُشعِلُ الموقد، وأفرشُ الفِراش؟» أجبتُ حبيبتي: «الآن، ومن الأعلى ينثر شخصٌ ما أزهاراً بيضاء أشعلي الموقد، وافرشي الفِراش أما أنا ففي قلبي - بدونك - عاصفة». 1925 ** مساء أزرق، مساء مُقمر كنتُ يوماً ما جميلاً وشاباً طارَ كلُ شيء مُحاذياً إلى البعيد فاراً من أيدينا، وغيرَ قابل للتكرار. وبردَ القلبُ وكمدت العينان أيتها السعادة الزرقاء! أيتها الليالي المُقمِرة! 1925 آخ، أيتها العاصفة، يا للشيطان ما أروعكِ، تُسمِّرينَ السقفَ بمساميرك البيضاء لكن ذلك لا يخيفني، فقدري أنني مربوط إليكِ، بقلبي الطائش. 1925 ** سهوبٌ ثلجيّة، قمرٌ أبيض. كفن يُغطي البلاد، وأشجار البتولا بأرديتها البيضاء تبكي في الغابات. من قُتلَ هنا؟ من مات؟ تُرى ألستُ أنا نفسي؟ 1925 ** إلى اللقاء يا صديقي، إلى اللقاء (1) أنتَ في القلبِ مني إن فراقنا المقدّر يعدُ بلقاءٍ قادم وداعاً يا صديقي، دونَ يَدٍ، أو كلمة. ولا تحزن، ولا تقطّب حاجبيك فليسَ جديداً في هذهِ الحياةِ أن نموت، وليسَ جديداً بالتأكيد أن نعيش. 1925 ...... (1)- يقال إن هذهِ الأبيات كتبها الشاعر بدمائه قبل موته. |
|