تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مدينة ايطالية ترفع شعار لا للحرب على سورية

عن شبكة فولتير
ترجمـــــــــــة
الاثنين 27-5-2013
 ترجمة: دلال ابراهيم

مدينة ايطالية صغيرة صمدت في وجه إنشاء نظام Muos فوق قاعدة عسكرية . ولكن ما هو هذا النظام ؟ إنه نظام فائق التطور يعمل على ربط جميع الوحدات المقاتلة التابعة للولايات المتحدة ولحلف الناتو مع بعضها .

وهذه المدينة الصغيرة التي صمدت في وجه الامبراطورية ودافعت عن السلام في سورية هي مدينة نيستشيمي الواقعة في جزيرة صقلية .قامت شركة لوكهيد مارتن الأميركية المتخصصة بصناعة التجهيزات الحربية الفضائية و « الأمن العالمي » , والتي يعمل لديها 120,000 موظف ويبلغ حجم مبيعاتها 50 مليار دولار سنوياً , قامت بتسليم القمر الصناعي الثاني Muos إلى قاعدة كاب كانافيرال في صقلية , حيث سيتم إطلاقه من تلك القاعدة في شهر تموز المقبل .‏

علماً أن القمر الصناعي الأول وضع في الخدمة منذ عام 2012 . ومن المقرر أن يتم استكمال وضع كامل الأقمار الصناعية الأربعة من نظام الاتصال البحري الأميركي هذا في مدارهم بحلول عام 2015 .ولغاية ذلك الحين , تقوم شركة جنرال ديناميكس , إحدى عمالقة شركات الصناعات الحربية الأميركية التي يعمل لديها 90,000عامل , وتبلغ مبيعاتها 30 مليار دولار سنوياً ببناء المحطات الأرضية الأربع لنظام القمر الصناعي Muos , وهم عبارة عن اثنتان في الأراضي الأميركية في ولاية فيرجينيا وفي جزر الهاواي , وواحدة في استراليا وواحدة في جزيرة صقليا . وتوشك شركة جنرال ديناميكس على تسليم أربعة أجهزة هاتف محمول نوع An /Prc-155 إلى القوات الأميركية , والتي هي عبارة عن ( هواتف ذكية ) سمارت فون لاستخدامه في الحروب , وهذه الأجهزة تبث في وقت واحد وبشكل مشفر , عن طريق أنظمة متطورة ذات ترددات عالية الأصوات وأفلام فيديو وبيانات بتدفق .وفي أعقاب تخديم القمر الصناعي الثاني , سوف يتم استخدام هذا النظام من قبل 20,000 محطة حالية , والتي سوف يتم استبدالها بمحطات حديثة ترسل مجموعة من البيانات تفوق سابقتها في 16 مرة . وبالتالي سوف ترتبط جميع الغواصات والسفن الحربية والطائرات المقاتلة وطائرات من دون طيار والعربات العسكرية والأجهزة الأرضية بشبكة قيادة واتصالات واحدة حين يكونون في مهمة في أي جزء من العالم .ولكن لم يخطر في بال مصممي هذه التجهيزات الحربية المتطورة أن سكان مدينة نيستشيمي في جزيرة صقلية سيجرؤون على صدهم ومقاومتهم .‏

عندما تم إطلاق مشروع muos من قبل شركة لوكهيد مارتن في عام 2004 , سمحت حكومة بيرلسكوني سراً بإنشاء محطات أرضية في جزيرة صقلية . ووقع الاختيار على مدينة سيغونيلا . ولكن حذرت دراسة أجرتها إحدى الشركات الأميركية من احتمال أن يؤدي البث القوي للموجات الكهرومغناطيسية للهوائيات إلى تفجير المعدات الموجودة في القاعدة الأميركية . وفي أعقاب ذلك وقع الاختيار على مدينة نيتشيمي , حيث يوجد فيها مركز أميركي للإرسال الإذاعي البحري مزود ب 41 هوائي .‏

وظل هذا الإذن معمول به وبشكل سري خلال حكومة برودي , وفي عام 2007 أعطت صقلية الضوء الأخضر لإنشاء القاعدة . ضوء لم تعطه بلدية المدينة ولا سكانها , بسبب وعيهم لمخاطر تلك التجهيزات وما تبثه من ترددات كهرومغناطيسية على الصحة . ومن هنا ولدت الحركة الشعبية ( No Muos ) والتي انتشرت في المجتمعات المحيطة فيها . وفي شهر اذار المنصرم , رفض الرئيس الجديد للمنطقة روزاريو كروسيتا بشكل قطعي السماح بإنشاء Muos في مدينته . وذاك الحين اندلعت أعمال الهجوم المضاد .‏

حيث تم قمع الإجراءات السلمية لناشطي الحركة بقسوة من قبل السفارة الأميركية في روما ومن قبل وزارة الدفاع الإيطالية , التي هاجمت بلدية المدينة لدى المحكمة الإدارية الإقليمية , من خلال مطالبتها بدفع تعويضات عن إعاقة ومنع تنفيذ الأعمال . وفي حين يتم انتظار نتائج المعهد العالي للصحة ( والذي لن يأتي بالكثير مما نتوقعه ) أتانا تأكيد الفيزيائي جون اوتينغ من جامعة هوبكينز في أن هوائيات Muos ترسل اشعاعات أقل من الاشعاعات الموجودة في فرن المايكرويف , وكذلك الأمر تصريحات حركة البرلمانيين Cinque Stelle ( حركة الممثل بيب غريلو ) التي جاءت في أعقاب زيارة قاموا بها للتحقق من الأمر على أرض الواقع وأكدوا أن « الأعمال في القاعدة متوقفة , والمعايير التي أشار إليها القنصل الأميركي مور هي تحت حدود الخطر .‏

تصريحات لاقت رفضاً كلياً من قبل المحتجين , الذين اثبتوا من خلال الشعارات التي رفعوها مثل « لا للحرب على سورية » وشعار « نحن ضد Muos من أجل السلام في البحر المتوسط « أن نضالهم هو مقاومة وصمود ضد سياسات الحرب .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية