تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معركة القصير.. وحجم التورط الإسرائيلي في الأزمة

شؤون سياسية
الاثنين 27-5-2013
عبد الحليم سعود

على تخوم مدينة القصير السورية التي بدأت رحلة العودة إلى حضن الوطن وباشرت عملية الخلاص والتطهر من أسر ودنس العصابات التكفيرية الإرهابية العاملة تحت إمرة الكيان الصهيوني وحلفائه من العثمانيين الجدد والمستعربين الخليجيين،

وفي خضم ملحمة الكرامة والبطولة التي يخوضها بواسل الجيش العربي السوري ضد أعداء الوطن والإنسانية في هذه المدينة وبقية المدن والأرياف السورية تتكشف يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة معطيات جديدة وأدلة دامغة تنسف كامل الرواية الكاذبة التي درج عليها إعلام الفتنة وسفك الدم السوري الطاهر تحت عنوان«ثورة الكرامة» في سورية.‏

فالآلية والمعدات والأسلحة الإسرائيلية المتنوعة التي تمت مصادرتها من أيدي العناصر الإرهابية في القصير وفي غيرها من المناطق، إضافة إلى الهستيريا التي ظهر عليها رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وأعضاء فريقه الأمني خلال تقييمهم لسير المعارك الميدانية في سورية والمخاوف التي أثاروها جراء نجاح الجيش العربي السوري في الميدان وفشل الأدوات الإسرائيلية في تنفيذ أجندتها العدوانية التخريبية ضد بلد المقاومة والممانعة قدمت الدليل القاطع على تبعية هذه العصابات لإسرائيل وارتباطها بالعدو رقم واحد للشعب السوري.‏

فالوطنية أو الانتماء لسورية يفرض أو يستوجب في حده الأدنى رفض التعامل أو التعاطي أو الاتصال أو التنسيق مع العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال مهما كانت الأسباب والدوافع والمبررات، لأن هذا العدو يحتل الأرض ويشرد الشعب وينتهك الحرمات والمقدسات، ولشعبنا الصامد في ذمة هذا العدو الغادر ثأر ودماء الآلاف من الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن تراب فلسطين والجولان ولبنان ومناطق أخرى، ولذلك فإن كل من يتعاطى أو يتعامل أو يتصل مع هذا العدو أو يخدم أو ينفذ أجنداته العدوانية يصنف في خانة العملاء والجواسيس الذين تحل عليهم لعنة الله والوطن، ومثل هذه الجرائم عقوبتها الإعدام.‏

وهنا يحق لنا أن نسأل: لحساب من يحارب هؤلاء المرتزقة الجيش العربي السوري، ولحساب من يستهدف هؤلاء السفلة الأسلحة الاستراتيجية السورية وشبكات الرادار وقواعد الدفاع الجوي والمطارات، ولحساب من يخرب هؤلاء العملاء والمرتزقة المصانع والمدارس والبنية التحتية والمنشآت الخدمية، ولحساب من يقوم هؤلاء بقتل واستهداف الكفاءات العلمية والعسكرية والوطنية، ولحساب من يقوم هؤلاء بسرقة القمح والنفط والآثار..إلخ؟!!‏

فهل ثمة عاقل يصدق أن مواطناً سورياًً لديه الحد الأدنى من الشعور الوطني والقومي يمكن أن يحمل السلاح في وجه شعبه وجيشه ووطنه، من أجل خدمة الأعداء وفي مقدمتهم العدو الصهيوني الذي وضع في استراتيجية منذ إنشائه احتلال الأرض العربية ونهب ثرواتها ومقدرات شعوبها..؟!‏

على تخوم مدينة القصير ودرعا وغيرها من المناطق قدم هؤلاء العملاء هويتهم الحقيقية المرتبطة بأعداء الوطن، ونسفوا كل ما يربطهم بالوطن وبأهله، بعد أن نذروا أنفسهم لخدمة الأعداء والمتربصين، وهذا ما يفسر لنا تحركهم على ارض جولاننا الحبيب وتصويب نيران بنادقهم وأسلحتهم إلى صدور حراس الوطن وحماة الأرض والعرض بدل تصويبها إلى صدور الأعداء وهم على مرمى حجر، وهذا ما يفضح لنا أيضا أهداف العدوان الإسرائيلي الأخير على منطقة جمرايا والذي حظي بترحيب وارتياح واسع ومنقطع النظير بين أفراد العصابات المسلحة لأنه صب في خدمة أجندتها العدوانية ضد سورية..؟!‏

بالأمس كانت شراذم العصابات الإرهابية المسلحة في القصير وبانياس وريف دمشق وغيرها من المناطق تستنجد بالولايات المتحدة الأميركية وبما يسمى المجتمع الدولي لإنقاذها من ورطتها ومحنتها، مفضلة الاحتماء بأعداء الوطن بدل التوبة والعودة إلى جادة الصواب وحضن الوطن، لكن أميركا وغيرها من قوى العدوان والتآمر خذلتهم وتركتهم لمصيرهم المحتوم ألا وهو الاندحار والتقهقر تحت أقدام أبطال الجيش العربي السوري.‏

منذ بداية الأزمة كان الاستقواء بالخارج وبالأعداء هدفهم وديدنهم للإجهاز على وطنهم وتدميره، فلم تنقطع الدعوات من أجل تدخل عسكري أجنبي مباشر، ولم ينقطع التحريض ولم تتوقف حملات الكذب والتضليل التي كانت غايتها الأساسية تشويه صورة الوطن وجيش الوطن ومؤسسات الوطن وتقديم صورة مغايرة للواقع من أجل التأثير على الرأي العام العالمي المؤيد..‏

منذ بداية الأزمة حُمل السلاح ضد الدولة والمجتمع ومُورس القتل والحرق والتخريب والخطف وتدمير المؤسسات كعربون وأوراق اعتماد لدى القوى الطامعة والمتربصة.. منذ البداية ظهرت الأصابع الصهيونية في الأزمة السورية وإن بالوكالة عبر أدوات وعملاء محليين وعرب وأجانب، واستجلبت وسائل إعلام العدو الصهيوني ومراسلوها إلى بعض مناطق سورية بحماية وحراسة العصابات الإرهابية لتبث سمومها وأحقادها من داخل الأراضي السورية إلى أن وصلت إلى مرحلة التدخل المباشر عبر غارات جوية، ولكن كل ذلك فشل في تحقيق أغراضه وأهدافه بسبب وعي شعبنا ووحدته، وإذا كانت الأزمة بمفاعيلها وترسباتها المختلفة قد تركت جرحا غائراً في جبين الوطن فإننا قادرون على تخطيها والانطلاق نحو غدٍ أفضل بنفس الوعي والإدراك والتصميم.‏

‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية