|
اقتصاد عربي دولي وفي هذا السياق اتفق أكبر منتجين للبلاتين في العالم وهما جنوب إفريقيا وروسيا على تنظيم التعامل مع الإمدادات الفائضة من المعدن عن طريق مذكرة تفاهم وقعتا عليها في آذار الماضي أثناء اجتماع لدول بريكس في دربان الجنوب افريقية. امكانية التوازن وتحدثت سوزان شابانجو وزيرة التعدين في جنوب إفريقيا عن إمكانية تحقيق «التوازن» في السوق وليس «التحكم» فيها في حين أبدت قلقها بشأن فائض الإنتاج والأسعار.و بالمقابل هناك مسؤولون روس قالوا إن التأثير على الأسعار ليس هو الهدف. وهنا يطرح تساؤل مفاده إذا لم يكن الأمر كذلك فما الغاية النهائية من التعاون بين كبار منتجي البلاتين؟ وخاصة إذا كان من الأهداف المعلنة لأحد الأطراف تحقيق «التوازن» في السوق؟ وهذا ما أثار تكهنات بشأن كيفية تحجيم الإمدادات لرفع أسعار المعدن الأبيض المستخدم في محفزات الحد من الانبعاثات في صناعة السيارات. وبالرغم من ذلك فإن الحديث مستمر حول أفكار تتراوح بين تكتل على غرار أوبك واتحادات أقل شأناً بكثير تشبه مجرد اتحادات تسويق لكن البدء في تنفيذ أي شيء مستبعد، إذ إن النفط والبلاتين مثل الزيت والماء لا يختلطان. احتياطيات هائلة تقديرات كثيرة تذهب الى أن جنوب إفريقيا تملك 80 % من احتياطيات البلاتين المعروفة في العالم ، لكنها تختلف عن بعض الدول التي تمتلك المادة حيث إنها تعمد لإنشاء شركات تستخرج ثروتها من البلاتين ، لذلك فإن أي دعوة لخفض الإنتاج يجب ان يقتنع بها العديد من الشركات، خاصة أكبر ثلاث شركات وهي انغلو اميركان بلاتينوم (امبلاتس) و«ايمبالا بلاتينوم» و«لونمين». ويقول سايمون سكوت القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة لونمين : إن هناك تعاوناً جيداً للترويج للمجوهرات المصنوعة من البلاتين. أما أن يكون هناك اتحاد مثل أوبك.. فهذا لن يحدث. وفي الأجل القصير ستظل الأسواق والعمالة هي ما يحرك اسعار البلاتين، وربما ترغب هذه الشركات في خفض الإنتاج لرفع الأسعار الضعيفة إلى حد أن بعض وحدات الإنتاج في المناجم لا تحقق أرباحاً. قلق الإمدادات لكن أيدي هذه الشركات مغلولة على عدة أصعدة ، الأول سياسي ، فالحكومة الجنوب افريقية ربما تشعر بالقلق بشأن الإمدادات والأسعار، لكنها لا تريد أن يتسبب خفض الإنتاج في تسريح عمالة ، حيث تسعى شركة «امبلاتس» لتحقيق أرباح بعد أن تكبدت خسائر فادحة في العام الماضي،وبعد ان اضطرت للتراجع عن خطتها الأولية بالتخلي عن 14 ألف عامل في مواجهة مقاومة عنيفة من الاتحادات العمالية والحكومة والحزب الحاكم. وهي بدورها تستهدف الآن تسريح 6 آلاف عامل فقط، وحتى هذا الرقم المخفض أثار تهديدات من اتحادات عمال بوقف الإنتاج مؤخرا ، وخاصة ان تعدين البلاتين يتطلب عمالة كثيفة. يذكر ان سعر البلاتين سجل في السوق الفورية الاسبوع الماضي 1469 دولاراً للأوقية (الأونصة) بانخفاض 34 % عن مستواه القياسي البالغ 2240 دولاراً للأوقية الذي سجله في آذار 2008، والبلاتين عنصر كيميائي يعرف عند بعض الناس بـ«الذهب الأبيض» وهو معدن لونه رمادي/أبيض. ويعتبر من أندر المعادن وأثمنها في العالم. |
|