تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وماذا ينتظرنا مستقبلاً..؟

رؤية
الاثنين 27-5-2013
 سعاد زاهر

مثقفون كثر تمكنوا من تقديم قراءات للحاضر.. تحدثوا عن مشكلاته... خطورتها ان استمرت مستقبلا.. ولكن تنبؤاتهم هل وجدت صدى...هل اوقفت حتى لاتمتد للمستقبل...؟

هم تحدثوا... والبعض استمع... ولكن بقيت الامور على حالها... ليبدو ان استشراف المستقبل مجرد قراءة نظرية تضمها الكتب او المقالات ، بينما يحرك الواقع ابعاد أخرى قد لايفهم خلفياته الا من يحركه...‏

فيما مضى وحين كانت حركة الحياة العربية طبيعية ربما كان من السهل الى حد ما استقراء المستقبل أومعرفة بعض ملامحه... من خلال دلالات وخيوط يمكن ربطها للوصول الى حركة مستقبلية ما....‏

أما بعد أن وصلنا الى هذه الحال بعد كل هذا التدهور... من خوف وقهر... من اختلاط الازمنة بالامكنة... من انهيار المسلمات... من ابتعاد البديهيات...! فبماذا يفيدنا التنبؤ واستنتاج اننا ذاهبون باتجاه حالة ألم لاحدود لها...‏

ما نعيشه حاليا... لم يتمكن من التنبؤ به حتى أهم العباقرة... لكن ليتهم توقعوا.. ليتهم تنبؤا... ربما حينها كنا استطعنا الوقاية قبل أن نعيش كل هذه الاحداث الكارثية... كنا اتخذنا احتياطاتنا.. كنا...وكنا....‏

صحيح ان قراءة مستقبلنا بناء على معطيات الحاضر تحتاج لمثقف من نوع خاص... متابع.. يهتم بشكل حقيقي وصادق بما يجري بعيدا عن أمنياته الشخصية... حتى لاتضيع بوصلته الموضوعية، ويفقد حينها نبض استقراء المستقبل... لكن حتى اعظم المثقفين لم يتوقعوا يوما كارثية الوضع الذي وصلنا اليه...‏

والمشكلة الحقيقية ان لا أحد قادر على التكهن الى اين تنحدر الامور... ضمن خلطة عجيبة من التدخلات المدمرة في منطقتنا العربية...‏

رغم مانعيشه حاليا من مرارة وقهر وموت... لاشك أنه من عمق هذه اللحظة المأساوية... ستخلق حياة جديدة... تتمرد على كل هذا البؤس داعية ايانا الى الانتباه جيدا قبل الركون مجددا...!‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية