تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية والحرب على الموارد !!

منطقة حرة
الاثنين 27-5-2013
د: حيان أحمد سلمان

أصبح الصراع على الموارد من أهم سمات العصر الحالي ويذكرنا بما حصل مع بداية الثورة الصناعية في أوروبا في القرن السابع عشر . وتجدر الإشارة إلى أن أهم التوجهات الاستعمارية هي السيطرة على الموارد

وكذلك الصراعات بين الدول الاستعمارية نفسها أما الآن ومع زيادة معدلات النمو الاقتصادية ودائرة الاستهلاك والإنتاج والمتطلبات الحياتية من جهة وتناقص الموارد المتاحة من جهة أخرى ، فقد بدأت بعض الدول الصناعية بالتوجه لاستغلال الدول النامية وخاصة التي تمتلك موارد أساسية ولا سيما النفط والغاز والمعادن والمياه وغيرها لضمان السيطرة عليها وتحت تسميات مختلفة ومنها حمايتها من جيرانها ( الخليج العربي وخاصة قطر ) أو مقاومة التفرد باستغلال الثروات المتاحة لدولة ما ضد دول أخرى ( الموقف الأمريكي من بحر الصين الجنوبي ) أو ضمان حرية انسياب تدفق المواد ( بحر قزوين ) أو السيطرة الكاملة على الموارد(ليبيا والصومال والسودان ) أو من خلال الادعاء بمقاومة إثارة الفتن (باكستان والهند ) ...الخ ، هذه الادعاءات حرّضت بعض الاقتصاديين على كتابة كتب ومقالات حول الحروب التي يمكن أن تنشأ عن سبب الصراع والحرب على الموارد ومن هذه الكتب كتاب للمؤلف الأمريكي ( مايكل كلير ) ، وتوقع من خلاله اشتداد التفاوت بين العرض والطلب وخاصة على النفط والغاز مما سيؤدي إلى زيادة الفجوة التسويقية أي ( كمية العرض - الطلب الفعال ) وستزداد مع زيادة عدد السكان واستهلاك النفط والغاز بفعل زيادة معدل النمو الصناعي وسيفاقم من المشكلة وجود هذين الموردين بشكل أساسي في عدد محدود من الدول فمثلاً إن الغاز يتركز في ( روسيا والتي تمتلك 47,8 تريليون متر مكعب ثم إيران بحدود 26,7 ثم قطر وتركمانستان وغيرها ، وتقدر الإحصائيات أن عدد سكان العالم سيصل قريباً إلى /9/ مليارات نسمة وأن الطلب سيزداد سنويا بحدود /16/ مليون طن ويتجلى هذا بشكل واضح في الاقتصاديات الناشئة ولا سيما الصين والهند وهما الدولتان الأكثر تعدادا في السكان وأكثر تحقيقا لزيادة النمو الاقتصادي وبرأينا هذا يفسرإلى حد كبير المؤامرة والحرب الكونية على سورية والتي هدفها إضعاف منظومة المقاومة والاستقلال الاقتصادي بهدف إلحاقها بالاقتصاد الغربي لأن التحالف الصهيو أطلسي يهدف إلى السيطرة على منطقتنا بأي شكل من الأشكال ليتم من خلال ذلك السيطرة على الموارد الطبيعية والممرات المائية وتحويل المتوسط إلى منطقة تابعة لحلف الناتو ومحاصرة كل من إيران وروسيا والصين وإحكام الضغط عليها ، كما يفسر الموقف المعادي من خط الغاز بين ( سورية والعراق وإيران) والذي يمر بلبنان ويمكن أن يصل إلى باكستان والصين وخاصة بعد اكتشاف كميات كبيرة في حوض المتوسط والذي أصبح مع قزوين والخليج العربي ساحة صراع عالمية ويفسر أيضا الهستيريا التركية الحالية وسعيها لضمان سيطرتها على آبار الغاز المكتشفة في المتوسط و ضمان مرور الأنابيب من أرضها عبر خط (نابوكو ) المنافس للخطين الروسيين ( السيل الشمالي والجنوبي ) وأيضا الهجمة الأوروبية ضد إيران وفرض عقوبات على قطاع الغاز كاستجابة لرغبة السيد الأمريكي ؟!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية