تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مع خالص التحية

معاً على الطريق
الاثنين 27-5-2013
أنيسة عبود

يحدث أن تنهمر علينا قرارات الحكومة وتكون برداً وسلاماً» لأنها الحكومة ولأننا الشعب -نحن الرعايا وهي الراعي- التي تدير أوضاعنا وقضايانا ..

وهذا لا يحدث في سوريا فقط ..بل يحدث في كل حكومات العالم حتى عند باراك حسين أوباما المتشدق بالخوف علينا -نحن السوريون-وبالبكاء على دمائنا.ماذا يعني ؟؟‏

يعني أن قرارات الحكومة دائما صائبة ولا يحق للمواطن -التلفان - مثلنا أن يعترض على شيء لأنه خارج لعبة القرارات وتفاصيلها .‏

ولنعترف ..هل إذا اعترضنا ستجمد الحكومة قراراتها ؟‏

ولذلك اتصل بي لفيف من الزملاء الموظفين وحمّلوني رسالة شكر وتقدير للحكومة على قراراتها الصائبة والمصيبة في زيادة أسعار البنزين وأيضاً الغاز،ويرجون من الحكومة أن تزيد سعر المازوت والخبز والسكر والرز وباقي السلع الأساسية ،لأن الرواتب عالية بما يكفي ..وخاصة أننا في حرب شرسة ،والعدو يتربص بنا من كل حدب وصوب ..والعقوبات الأخوية من العربان أيضاً» تنهمر علينا من كل حدب وصوب ..ويعوضون علينا بإرسال السلاح والسيوف والدولارات ..مع ذلك انخفضت الرواتب وصار الراتب،الذي يعادل خمسمئة دولار أميركي - كلب بن كلب - يصبح مئتي دولار ..وهذا يكفي المواطن الصالح لأننا في حالة حرب ولا داعي لأن يأكل الخضار أو الفواكه أو يشتري الكرز هذا العام ..أما السمك فقد ثبت أنه يحتوي على الزئبق وهذا يؤدي إلى مرض الزهايمر ..لهذا يتمنى زملائي على المسؤولين أن لا يأكلوا السمك حتى لا يصابوا بالنسيان وينسوا المواطنين من قراراتهم الاقتصادية الهامة في تحديد الأسعار وملاحقة المحتكرين والانتهازيين واللصوص الذين يتاجرون بالشعب وبلقمة عيش الشعب .‏

وأظن ..بل أجزم أن الحكومة لا تنسى ،وهذا ما دفعها لأن ترفع سعر المحروقات ..وتغض الطرف عن الأسعار الخرافية للأغذية . والواقع نحن في حرب ..وهذا - والله العظيم - نعرفه ونقدره ونصبر عليه لأننا شعب مؤمن بقضيته ووطنه ومقاومته ..ولكن الذي يجوع لا يعرف كيف يفكر ،ولا يقدر أن يحارب ..ومن يجوع أولادوه يبرر لنفسه السرقة وربما يبرر القتل .أما قول الإمام علي ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته)‏

وبما أن الحكومة تعرف مصلحتنا أكثر منا وتعرف كم تكفي رواتبنا وتعرف من الذي تاجرّ واغتنى من الأزمة .لذلك نحن قانعون بما تمليه علينا الحكومة من قرارات وبيانات ..وما علينا نحن الصامدون الصابرون سوى شكر الحكومة وتقديرها والشد على يدها كي تتابع في قرارات رفع الأسعار، لأن الصيف على الأبواب ولا داعي لأن نبقى في بيوتنا المظلمة والخاوية من الغاز والكهرباء -وأحياناً الماء-طالما لدينا برية واسعة وأرصفة نظيفة ..وأجد أن قرار الحكومة يشجع على السياحة الحدائقية والسياحة الرصيفية .إذ يمكننا أن نسهر في الحدائق ونطبخ على خشب الأشجار المقطوعة فنوفر بذلك الماء والكهرباء والوقود ..بل يمكننا تربية حمار في كل بيت ليقوم بالنقل والتنقل وإلغاء استعباد التاكسي والسرافيس للمواطنين.وقد عرضت الفكرة على زملائي في مركز البحوث العلمية لدراسة هذه الفكرة لكنهم بعد أن وافقوا غيروا رأيهم،وقالوا:نحن البشر نعاني تأمين غذائنا فمن أين نطعم الحمير ؟ قلت لهم:الحمير تأكل العشب ..ابتسم الزملاء وقالوا حمير اليوم ليسوا مثل حمير الأمس ..لا بد أن حمير اليوم سمعت بحقوق الحيوان في الغرب،وبحنان الغرب خاصة رأفة أميركا وبريطانيا حتى بالوحوش فكيف بالغرب؟..لهذا السبب لن يرضى حميرنا بالعشب وحده ..وقد تتحول إلى حمير متوحشة وتذهب إلى بلدان الحرية مثل بعض دول الخليج ،التي يفيض بها الماء والكلأعلى الإنسان والحيوان .‏

أسفت لأن فكرتي لم تلق العناية والدراسة،وأسفت أن زملائي لا يعرفون طريقة إرسال رسائل الشكر إلى الحكومة على قراراتها المهمة والرادعة ..لكنهم قالوا:إنهم لا يعرفون كيف يفكرون ولا كيف ينجزون أي عمل إبداعي،لأنهم مشغولون بالقرارات وبتأمين الخبز والكافياروالأجبان واللوز والسكرلأبنائهم ..وأوكلوا إليّ مهمة شكر الحكومة ..والشد على يدها من أجل رفع باقي أسعار السلع قبل أن نبدد رواتبنا العالية في السياحة والاصطياف وفنادق النجوم الخمسة كما يفعل الأخوة المعارضون في الخارج وأحياناً في الداخل ( وما حدا أحسن من حدا )‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية