تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كانـــوا هنــاك..ونحـــن معهـــم

فضائيات
الأحد 17-1-2010
هفاف ميهوب

ذهب محملا بشتلات الياسمين الدمشقي،ليزرعها في (صمود غزة)وعاد بشتلات من شجر الزيتون،مؤكدا أنه عناق الأرض للوجدان وبكل ماتحمله المشاعر من شجون.

إنه وفد الفنانين الفلسطينيين المقيمين في سورية والذين اجتمعوا في برنامج (أنت ونجمك) مع الفنانة شكران مرتجى التي ذهبت معهم لتؤكد مثلهم كيف باستطاعة الفنان أن يخترق المستحيل ليلتحم بالوجع الذي يعانيه شقيقه العربي،وفي سبيل كرامة القضية.‏

انه الوطن، الذي لم يصدقوا أنهم سيقبلوا صموده،إلا عندما سارعوا إليه وبما حملوا من لهفة اثر غصة مرددين بين المسافة والصرخة:ردني إلى بلادي،أغنية فيروز التي حملوها معهم إلى البرنامج لتضيف إليه سحر الكلمة التي ترافق الإحساس.‏

(شكران مرتجى،تيسير إدريس،نزار أبو حجر،أحمد رافع،ندين سلامة،محمد رافع،والمخرج باسل الخطيب)جميعهم كانوا مقدمين لبرنامج ضيوفه أطفال ونساء ورجال غزة،وفقراته لحظات مؤثرة عاشها كل منهم لتلتصق بذاكرته صور من عزيمة الأبطال ومن عناق الأحبة والاستقبال.‏

من إرادة الأطفال وأيضا من علم فلسطين الذي مازال يرفرف حتى على الأبنية المهدمة،بل بإرادة الله كما قال أبو حجر تلك التي جعلت كل شيء في غزة يعانق ذاكرته.‏

لقد كان البرنامج إنسانيا بكل مافيه من لقطات سواء تلك التي عرضت فقرات من مسلسلات درامية تتعلق بفلسطين أو تلك التي حملتها ندين سلامة بكاميرا تنقلت بها بين الأهالي والمباني والدمار،ومن ثم قافلة شريان الحياة،بمن فيها من متضامنين لم يبالوا بما اعترضهم من عوائق وأخطار لتقدم لنا صورة عما تركته حرب غزة من أثر موجع لدى كل من مازال الدم يجري في مشاعره.‏

أما باسل الخطيب..المخرج الأشد تأثرا بالعبور نقل إلينا الكثير مما جعلنا نستشعر مقدار ما لغزة من اثر كان ومازال وسيبقى ينبض في حياته مثلما أعماله.‏

يبدو انه لم يصدق أنه سيعبر إلى غزة ليعترف بذلك قائلا: إن اللحظة التي شعرها حقيقية هي لحظة دخوله أرضها وعناقه لأهلها هذا العناق الذي بدا أثره واضحا عليه،لتبقى صورة ذاك الطفل الأعمى الذي تلمس ببصيرته الدرب إليه ليستقبله بقصيدته التي أكدت أن مدرسة الفاخورة ورغم قصفها بالقنابل الفوسفورية أثناء حرب قتلت وشوهت الكثير من الأطفال،لازالت قادرة على الصمود بإرادة أطفالها.‏

انتهى البرنامج لنشعر بحرارة ذاك الرمل الذي حمله فنانونا إلينا وثيقة دفء لاتنتهي عروبتها بل لنشعر بأنهم لايزالون هناك،ونحن معهم ولسنا هنا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية