تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المحافظون الجدد يطوقون إدارة أوباما

شؤون سياسية
الأحد 17-1-2010
حسين صقر

بعد عام ونيف على تسلم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحكم في الولايات المتحدة وعدم حصول أي تقدم في سياستها الخارجية وفشل استراتيجياتها المطروحة في العراق وأفغانستان

وتراجع مواقفها فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي تأكد للعالم أجمع أن السياسة الأمريكية تشهد تطورات انتكاسية ترافقها مخاوف من عودة المحافظين الجدد للسيطرة على قرارات البيت الأبيض ومواقف واشنطن وسلوكها على الصعيدين الداخلي والدولي.‏

وما يؤكد ذلك هو محاولة هؤلاء المحافظين اليوم شن حرب على الرئيس أوباما تختلف في طبيعتها وعواملها عن أي نوع من الحروب، فهي لا تعرف الحدود أو القيم حيث اتهموا الرئيس بلونه وميوله الإسلامية واليسارية والتشكيك في جنسيته وذلك بهدف إجباره على السير في طريق سلفه والعودة على ما عقد العزم عليه ولو كان حتى الآن خجولاً.‏

فبالإضافة لقيامهم عن عمد بتعطيل مشروعه الخاص بالتأمين الصحي وذلك عبر المتنفذين التابعين لهم في البنوك والشركات والمؤسسات انتقدوا الرئيس على تغيير مواقفه حول الصراع في الشرق الأوسط وتخليه عن التأييد المطلق لإسرائيل رغم أنهم يعلمون تماماً أن هذه التغييرات في المواقف لم تجد نفعاً بسبب عدم وجود الشريك الحقيقي لحل هذا الصراع والتعنت الإسرائيلي حيال القضايا المتعلقة به كذلك توجه أوباما لفتح جسور الحوار مع دول مناهضة مثل إيران وكوبا وكوريا الديمقراطية وغيرها.‏

ومن هذا المنطلق يبدو أن رغبة المحافظين في إشعال الحروب العسكرية واستمرار التوتر في مناطق العالم المختلفة وابتداع الخصومات يوهمهم أن هذه العوامل تجعل «القوة العظمى» أكثر قوة واقتدراً على التحكم بمشكلات صنعتها هي بنفسها كما أنهم ينظرون إلى مصالحة النظم وإقامة علاقات ودية معها يضعف هيبتها ويقوض أركانها ويجعلها دولة تابعة مهمشة.‏

إن تراجع الرئيس أوباما عن الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية قبل أكثر من عام وكسب فيها الاقتراع بسبب فرملة قرارات الجمهوريين والبعض من الديمقراطيين حيناً وإلغائها حيناً آخر يراد من خلالها وضعه في نفق مظلم يجعله عاجزاً عن السير إلى نهاية الطريق وشل تفكيره حتى بمجرد عقد العزم على الترشح لولاية ثانية فكيف بخوض الانتخابات الرئاسية القادمة أو الحصول فيها على بعض الأصوات وسيعيد شعبيته على الخط البياني إلى نقطة الصفر لكون المتمترسين في الواجهة الخلفية لا يرغبون في النجاح لرئيس لا يمثل طموحاتهم ورغباتهم، فالساحة الخارجية التي بدت متعبة في أصقاع الدنيا بسبب السياسة الأمريكية تعطي انطباعاً بأن إدارة أوباما غير قادرة على إحداث أي تغيير على المدى المنظور حيث بدت حدة أعمال العنف والتمرد في العراق تتفاقم وكذلك الأوضاع في أفغانستان والأثر المتراكم للفشل المتتالي أكثر بروزاً ووضوحاً حتى اندرج ذلك على بؤر التوتر وعدم الاستقرار في عدة مناطق أخرى وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي لا تعير فيها إسرائيل أي وزن أو انتباه للمقترحات والخطط الأمريكية بل على العكس تتمادى في ممارساتها وتتحداها أكثر من ذي قبل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية