|
مجتمع حيث أنشئت العديد من الكليات والمعاهد التي تدرس فيها المهارات الاجتماعية المختلفة والمتنوعة ومادام الإنسان خلق من تراب فإن من هذا التراب مايكون كالرمل القاسي الخشن الذي لو ديس بالأقدام فإنه يدميها ... ومنه مايكون طرياً ناعماً كالكحل لو وضع في العين يبريها . فتعامل الناس مع بعضهم البعض وطبائعهم على هذا النحو . في ثقافي العدوي قدم الدكتور حسن جمال الدين محاضرة بعنوان: ( فن التعامل مع الآخرين وإ دارة الوقت ) حيث نوه إلى بعض القواعد الذهبية في حسن التعامل وأهمها أن يجعل المرء كلامه يخرج من القلب وليس فقط من الشفتين فالكلام الذي يخرج من القلب يدخل إلى القلب وأن ينظر إلى المتحدث بكل اهتمام ، فإن الذي يكلمك وهو ينظر إليك فهو يحترمك ويقدرك لكن الذي يحدثك وينظر باتجاه آخر فهو غير مهتم بك ومن حسن التعامل أيضاً أن تعامل الناس بأخلاقك وليس بأخلاقهم والتعامل معهم حسب مقاماتهم، فلهجة الكلام لها تأثير حيث المرء يخاطب أباه بطريقة تختلف عن خطابه لصديقه أو ابنه وعلينا ألا ننصح شخصاً أمام الآخرين في العلن لأن ذلك يصبح تشهيراً وفضحاً للعيوب وبالتالي تصبح النتيجة عكسية وتكسب كره المنصوح بدلاً من تجاوبه ولانبخل بكلمات المديح والثناء والتشجيع للآخر واستخدام التعزيز الإيجابي دون محاباة أو تزلف فلا شيء يحفز على النجاح كالنجاح نفسه، ويجب أن نتمتع بالمرونة وتقبل الآخرين ما داموا غير مسيئين وإن كان لهم بعض العيوب. فن إدارة الوقت الوقت المقصود في مصطلح إدارة الوقت هو الوقت الحاضر الذي يمثل اللحظة الراهنة والزمن المتاح المنظور، أما الماضي فقد انصرم ولا فائدة من إدارته، والمستقبل من علم الغيب وما يمكن لنا إدارته والتخطيط له هو الزمن الحاضر، وعرف المحاضر فن إدارة الوقت بأنه الأداء المتوازن للأعمال المؤداة بما يضمن الجودة والسلامة وأيضاً هو الإبداع والابتكار في العمل والاستخدام الأمثل للوقت ولعل أفضل تعريف هو إنجاز الأعمال بشكل منسق ومنظم وفعال، وهذا الفن من المواضيع التي ازداد الاهتمام بها كثيراً في السنوات الماضية وذلك بسبب التفجر المعرفي وتعقيدات متطلبات الحياة المدنية بما يزيد الطلب على التنظيم والتخطيط للوقت والزمن المتاح، وعلى الرغم من الاهتمام البالغ لهذا العلم في الغرب والادعاء بأنه من مبتكرات الغرب واجتهاداته إلا أن لهذا الفن جذوره العميقة في تراثنا العربي والإسلامي أيضاً... فأجدادنا العرب كانوا ينظرون إلى الوقت كأثمن ما في الوجود، فالوقت المتاح لكل انسان هوعمره المقطوع له ويوجد أمثال شعبية عديدة عن الوقت «من علامات المقت، إضاعة الوقت.. الوقت أغلى من الذهب فإن هو ذهب.. ذهب..، الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك». سلوك مكتسب يختلف مفهوم إدارة الوقت لدى الأفراد باختلاف دوافعهم واحتياجاتهم وثقافتهم وطبيعة عملهم، ووظائفهم، لكن سلوك الانسان تجاه هذا المفهوم هو سلوك مكتسب من البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها ومن القيم التي انتقلت تجاه التعامل مع الوقت وهذه تتأثر بدورها بالظروف المحيطة بالفرد ودوافعه الذاتية وعلى الفرد أن يحدد ماذا يريد وماذا لا يريد؟ وما إمكانياته وقدراته وترتيب الأولويات بدقة ووضوح حسب الأهمية والتركيز على الأهداف وعلى مراحل التنفيذ ، وبعدها يبدأ بمهارات سلوك إدارة الوقت التي هي سلسلة من أداءات متتالية يقوم بها الفرد تلقائياً بأقل جهد وأقل كلفة. الطريقة المناسبة ومن أهم مهارات سلوك إدارة الوقت التخطيط الذي يعني اختيار الطريقة المناسبة وتحديد البدائل المختلفة، والتنظيم الذي يرتب العمل بحيث يحافظ على درجة إنجاز عالية الجودة بأقل وقت وينطوي على مبدأ التفويض ومبدأ اتساع الوقت لأكثر من عمل والقضاء على مضيعات الوقت وهذا من أهم المهارات. |
|