تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إدراك صعوبات التعلم لمساعدة الأطفال... ملحم: المشكلة تكمن باضطرابات الإصغاء والتركيز

مجتمع
الأحد 17-1-2010
ابتسام هيفا

إدراك الوالدين للصعوبات أو المشكلات التي تواجه الطفل منذ ولادته من الأهمية حيث يمكن علاجها والتقليل من الآثار السلبية الناتجة عنها،

وخاصة أن صعوبات التعلم من المجالات الحديثة نسبياً في ميدان التربية الخاصة، إذ يتعرض الأطفال لأنواع مختلفة من الصعوبات تقف عقبة في طريق تقدمهم العلمي مؤدية إلى الفشل التعليمي أو التسرب عن المدرسة إذا لم يتم مواجهتها والتغلب عليها.‏

وقت ضائع‏

تقول السيدة انتصار الحلبي: ابني في العاشرة من عمره وفي السنين الأولى من دراسته لم تكن لديه مشكلة أبداً، والآن بعد أن أصبح في الصف الخامس بدأت أواجه مشكلة كبيرة معه ربما بسبب صعوبة المنهاج وكثافته فهو لا يستطيع أن يحفظ نشيداً أو درس التاريخ أو غيره لوحده بل أنا أقوم بتحفيظه وأحياناً نبقى على درس واحد أكثر من ساعتين كذلك الأمر بالنسبة للرياضيات وفي اليوم الثاني ينسى أكثر من نصف المعلومات التي حفظها في اليوم الواحد أجلس معه أكثر من أربع ساعات من أجل تحضير دروسه، وعندما يريد مراجعتها مرة ثانية كأنه يسمع بها للمرة الأولى فوقتي الذي أقضيه معه ضائع دون فائدة وهذا ما يسبب لي الحزن وينعكس على نفسيتي بشكل سلبي وأقف حائرة.. ماذا أفعل؟!.‏

أشهر صعوبات التعلم‏

يقول الأستاذ محمد ملحم (ماجستير في التربية وعلم النفس): إن صعوبات التعلم هي تعثر في واحدة أو أكثر من مقدرات الإنسان على الفهم كالسمع، اللغة المكتوبة، الكلام إنهم فئة من الأطفال يصعب عليهم اكتساب مهارات اللغة والعلم بأساليب التدريس العادية مع أنهم أطفال سليمون ولا يوجد لديهم أي إعاقة تحول بينهم وبين اكتسابهم للغة والتعلم وتظهر عادة في عدم مقدرة الشخص الاستماع، التفكير، الكلام، القراءة، الكتابة أو حل المسائل الرياضية.‏

ومن أشهر صعوبات التعلم شيوعاً ما يعرف بالنشاط الزائد وقلة التركيز، ويعاني الطفل صاحب النشاط الزائد وقلة التركيز بصعوبات مركبة من ضعف الاصغاء والتركيز وفترة النشاط والاندفاعية ويطلق على تلك الظاهرة باضطرابات الاصغاء والتركيز.‏

ومن صعوبات التعلم الشائعة أيضاً بين أطفال المرحلة الابتدائية صعوبة تعلم الحساب بعد عسر القراءة الذي يرتبط بصفة خاصة في فهم العمليات الحسابية والعلاقات بين الأرقام ومفاهيم الأعداد وصعوبات الكتابة.‏

مظاهر صعوبات التعلم‏

تؤكد معظم الدراسات أن مظاهر صعوبات التعلم تكمن في عدة أمور منها.. من حيث الإدراك الحسي مثلاً قد لا يستطيع التمييز بين أصوات الكلمات مثل (أشجار- أشجان أو سيف -صيف) ولا يركز أثناء القراءة كذلك قد لا يستطيع التركيز على ما يقال له أثناء تشغيل المذياع أو التلفزيون أو غير قادر على التركيز لأقوال المعلم.. ومن حيث القدرة على التذكر ربما يأخذ فترة أطول من غيره في حفظ المعلومات وتعلمها، إضافة إلى أنه لا يستطيع تقديم معلومات عن نفسه أو أسرته وينسى أدواته وكتبه أو أن عليه إكمال واجباته.‏

من حيث التنظيم..‏

تتميز غرفته بالفوضى و عندما يعطى تعليمات معينة لا يعرف من أين يبدأ و كيف.. و قد يكون أكثر حركة أو أقل حركة من غيره من الأطفال، أما من حيث اللغة فقد يكون بطيئاً في تعلم الكلام و النطق بطريقة غير صحيحة و يكون متقلب المزاج ورد فعله عنيفا وأثناء كتابة واجباته يكون مسرعاً و لكن بشكل غير صحيح أو بطيئاً و على الأغلب لا يكملها.‏

لا علاقة للظروف الاقتصادية..‏

يعزو البعض أسباب صعوبات التعلم عند الطفل جراء ظروف بيئية مثل الفقر.. قد يكون الأب غير متعلم أو الأم مثلاً ولا يبديان الاهتمام اللازم.. لكن برأي ملحم أن الظروف الاقتصادية والبيئة الفقيرة لا علاقة لهما بالصعوبات التعليمية لدى الأطفال بل إن الأساس المفترض لهذه المشكلة كما تؤكد معظم الدراسات هو أساس عصبي تسببه الوراثة أو الإصابة في مراحل قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها.. و هناك دور المركبات الشخصية و البيئة والثقافة التي يعيش فيها الطفل .‏

- دور الوالدين تجاه طفلهما الذي يعاني من صعوبات التعلم..‏

القراءة المستمرة عن صعوبات التعلم و التعرف على أسس التدريب والتعامل المتبعة للوقوف على الأسلوب الأمثل لفهم المشكلة.. إضافة إلى التعرف على نقاط القوة و الضعف لدى الطفل بالتشخيص من خلال الأختصاصيين أو معلم صعوبات التعلم، كذلك على الأهل السعي لإيجاد علاقة قوية بينهما، و بين معلم الطفل و ضرورة الاتصال الدائم بالمدرسة لمعرفة مستوى الطفل فالوالدان لهما تأثير مهم على تقدم الطفل من خلال القدرة و التنظيم.‏

حل المشكلات..‏

قد يصعب على الطفل الذي لديه صعوبة في التعلم النقل من السبورة أو من الكتاب فيحذف الكلمات أو الحروف.. و يكون خطه رديئاً كأن يقع بأخطاء إملائية بسيطة لا تتناسب مع مرحلته العمرية، بهذه الحالة على الوالدين التأكد من أن أجهزة السمع لدى الطفل تعمل بشكل جيد و ذلك بإعطائه بعض الرسائل الشفهية ليوصلها لغيره كتدريب لذاكرته و التكلم بصوت واضح ومرتفع يمكنه من سماعه بوضوح وضرورة تعليم الطفل مهارات الاستماع الجيد و الانتباه كأن نقول له (أوقف ما يشغلك، انظر إلى الشخص الذي يحدثك، اسأل عن أي شيء لا تفهمه).‏

ومن حيث الإدراك البصري يجب التحقق من قوة إبصار الطفل بشكل مستمر بعرضه على طبيب عيون‏

- وعن كيفية التعامل مع الأطفال الذين لديهم صعوبات تعليمية يقول ملحم : على المعلم أن يعمل دائماً على جذب انتباه طلابه قبل إعطاء أي توجيهات و أن تكون علاقته بالتلميذ متميزة بالحب و الأمان و الحرية ومراعاة الفروق الفردية. وأن يستعين بالوسائل التعليمية و السماح لذوي صعوبات التعلم استخدام هذه الوسائل.. إضافة إلى ضرورة تنويع طرائق التدريس، و إشراك الوالدين معه في تعليم الأبناء و ذلك بإعطائهم النصائح اللازمة لهم حتى يقوموا بدورهم تجاه أبنائهم على أكمل وجه، ذلك عن طريق توضيح مفهوم صعوبات التعلم البسيطة للوالدين و نصحهم باستخدام المثيرات البيئية لتنمية قدرات أبنائهم و إمدادهم ببعض الأنشطة التي تمكنهم من تربية و تعليم أبنائهم بشكل أفضل.‏

وعدم مقارنة الطفل بإخوانه أو أصدقائه خاصة أمامهم .‏

رأي‏

تقول الأنسة هنادي سليمان مدرسة رياض الأطفال: إن صعوبات التعلم تعد من الإعاقة التي تؤثر في مجالات الحياة المختلفة وتلازم الإنسان مدى الحياة وعدم القدرة على تكوين صداقات في المدرسة وحياة اجتماعية ناجحة وهذا مايجب أن يدركه الوالدان والمعلم الأختصاصي وجميع من يتعامل مع الطفل، فمعلم الطفل عليه أن يعرف نقاط الضعف والقوة لديه من أجل إعداد برنامج تعليمي خاص به الى جانب ذلك على الوالدين التعرف على القدرات والصعوبات التعليمية لدى طفلهما ليعرفا أنواع الأنشطة التي تقوي لديه جوانب الضعف وتدعم القوة وبالتالي تعزز نمو الطفل وتقلل من الضغط وحالات الفشل التي قد يقع فيها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية