تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حصاد الورق

فضاءات ثقافية
الأحد 17-1-2010
يمن سليمان عباس

عز الدين شموط: كل يوم أتعلم

في حوار مع التشكيلي السوري عز الدين شموط نشرته دبي الثقافية في عددها الأخير وأجراه معه سعيد البرغوثي يقول شموط:‏

أنا في كل يوم أتعلم ولن ينتهي ذلك أبداً، فهناك يومياً أطنان إن صح التعبير من الاكتشافات والاضافات والتطوير، ووسائل الاتصال أصبحت تتيح لك متابعة كل ذلك أينما كنت.‏

كذلك أستطيع القول إنني لم أغترب أبداً رغم كل تلك السنين، فرغم غيابي بعد سفري لثماني سنوات عن سورية لم أشعر بالاغتراب، لأنني ذهبت إلى فرنسا بالثلاثين من عمري حيث كانت ذاكرتي البصرية مكتملة، فلم أذهب صغيراً لأشعر بالاغتراب، ثم إن الكثيرين من الناس مغتربون مع أنهم من غير سفر، فمنذ ربع قرن وأنا أعيش حياتي هنا وهناك، وعبر ذلك أقيم معرضاً هنا وأصدر كتاباً هناك، وأعقد حوارات مع نقاد ومختصين، فحضوري هنا وهناك حضور دائم، الانتاج ومسألة الاغتراب ليست نتاجاً عاطفياً فقط بل نتاج قادم من عطالة حتى لو كانت محلية. فلو عدت بعد سنوات قليلة من أوروبا بثقافة ضحلة عاجزة عن تحقيق أي شيء جديد هناك سأكون مغترباً حيث ما كنت استفدت ولا أفدت.‏

***‏

رواية ناباكوف الممنوعة تظهر قريباً‏

ذكرت أخبار الأدب في عددها رقم 860 أنه ستظهر في الشهر القادم رواية جديدة لصاحب «لوليتا» الكاتب الروسي فلاديمير نابكوف بالرغم من رغبته ألا ترى النور في يوم من الأيام.‏

ففي تشرين الأول 1976 طلب منه تسمية ثلاثة أعمال يعكف على قراءتها فاختار ترجمة جديدة لجحيم دانتي ودليلاً مصوراً لفراشات شمال أمريكا ورواية يعكف على كتابتها بعدما أصيب بالمرض، وفي هذيان الحمى ظل يقرأ بصوت عال أجزاء من تلك الرواية على جمهور من الطاووس والحمام وآبائي المتوفين منذ زمن طويل وأشجار السرو، والعديد من الممرضات حوله، وطبيب الأسرة الطاعن في السن لدرجة التلاشي.‏

نفس الرواية «الأصل من لورا» ستلحق بجمهور أعرض لكن بصورة أقل هذياناً عن أول مرة، بالرغم من أن تلك الرواية لم ينته نابكوف من كتابتها وطلب من زوجته فيرا وهو على فراش الموت تمزيقها لكنها لم تفعل ذلك، كذلك ابنها ديمتري بعد وفاتها، وبعد ثلاثين عاماً استرد الكاتب الذي كان مدفوناً في دار نشر سويسرية، لتقدمها «بنجوين» في طبعة مبتكرة تجمع داخلها 138 كارتاً في أعلى صفحات الكتاب تحوي شخبطات وبقع طعام بجانب بصمات ابهامه، هدية لمعجبيه..‏

ما أثار تساؤلاً: هل يجب تنفيذ رغبة الأدباء في تدمير أعمالهم؟‏

بالطبع لا لأنه إذا استمع ماكس برود لنصيحة صديقه فرانز كافكا لضاعت روايتي القلعة والمحاكمة إلى الأبد مثلما ضاعت يوميات فيليب لاركين عندما مزقتها صديقته مونيكا جونز تنفيذاً لرغبته، وعلى الكاتب تدميرها بنفسه إذا كان مهتماً بذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية