|
فضاءات ثقافية عاش أنطون تشيخوف في (ميليخوفو) بين عام 1892 و1899، كتب خلالها 42 عملا أدبيا من بينها مسرحية «النورس» ومسرحية «الخال فانيا» وقصة «الراهب الأسود» و «العنبر رقم ستة». هنا مارس مهنة الطب, و كان المرضى يأتونه يوميا من القرى المجاورة، حتى تحول منزله إلى ما يشبه المستوصف المجاني أو شبه المجاني, فكان بعض المرضى يكافئون الطبيب بسلة بيض أو قدر لبن أو إناء حليب. في هذه المرحلة شارك تشيخوف بمكافحة الكوليرا وكان يقطع مئات الكيلومترات متنقلا من قرية إلى أخرى لمعالجة المرضى, وعندما يعود منهكا إلى مزرعته مساء يجد العشرات منهم في انتظاره, وبمبادرة شخصية أنشأ أول مدرسة قرب مزرعته. كان بيته وما يحيط به من أراض في ميليخوفو من أحب الأماكن إلى قلبه, فهذه البقعة الصغيرة هي أول ما اشتراه الكاتب من ماله الخاص. هنا استقبل الكاتب الأصدقاء القادمين من موسكو, وتحت أشجاره تجول مع السيدات المعجبات, وأطلق تحببا على كل ركن اسما خاصا به, فلديه تحت أشجار الكرز درب الحب, وداخل البيت مساحة أسماها الركن الفرنسي وتحت نافذة البيت شرفة رحبة كان يفضل شرب الشاي فيها مع ضيوفه لكن أيام الكاتب السعيدة التي ارتبطت (بميليخوفو) لم تستمر طويلا, فاشتدت عليه نوبات مرض السل, ونصحه الأطباء بالعيش في جو دافئ , فرحل نهائيا من (ميليخوفو) إلى مدينة يالطا الواقعة في القرم على شاطئ البحر الأسود. تحولت مزرعة (ميليخوفو) إلى متحف بعد 45 عاما من رحيل الكاتب عنها، أي افتتح المتحف عام 1944. يضم متحف ومحمية (ميليخوفو) الآن أكثر من 20 ألف قطعة أثرية جمعت من الأدوات والأشياء التي كانت تحيط بالكاتب بينها لوحات الفنانين من أصدقائه, وصور التقطت له ولأفراد أسرته, وسريره ومكتبه ورسائله, ومخطوطاته ومعطفه ونظارته وكتبه. يحافظ المكان على كل لحظة من تاريخ حياة الكاتب في (ميليخوفو) ويوفر للزائر الفرصة ليعيش في الجو نفسه الذي عاش فيه أنطون تشيخوف في نهاية القرن قبل الماضي. |
|