|
حـــدث وتعــليـق لكن مع مضي الوقت تبين أن حسابات الحقل لاتتفق وحسابات البيدر الاسرائيلي. وثمة عدد من الدروس والعبر ينبغي التوقف عندها: أولاً: أكدت الحرب أن « اسرائيل» هي هي، وأن التسوية السلمية معها مجرد أوهام وأحلام، وستبقى كذلك، وإذا كان ثمة أمل في التسوية فقد انتهى وإلى سنوات طويلة. ثانياً: عززت الحرب أكثر فأكثر ثقافة المقاومة، وأثبت الشعب الفلسطيني أنه لايزال قادراً على العطاء والقتال والصمود والصبر على الرغم من كل المحاولات لتدجينه، وفرض معادلة أزلية عليه بأن « اسرائيل» قدر وعليه التكيف مع الواقع. ثالثاً: أظهرت الحرب مرة أخرى أهمية دور النظام العربي الرسمي في أن يكون رافعة للمقاومة وللمقاومين، أو لايكون. أي بين أن يكون ظهر المقاومة وجمهورها محمياً ومدعوماً، وبين أن يكون مكشوفاً ومحاصراً. رابعاً: أبرزت الحرب مدى الهامش الذي يتزايد بين شعوب الأمة وحكامها. فبين خيارات الأمة وضرورات الأنظمة فارق كبير لم يعد من الممكن أن يستمر. خامساً: أكدت الحرب مرة أخرى أن القتل والتدمير لايصنعان انتصارات سياسية، وأن العبرة في النتائج النهائية مهما كان حجم المأساة والدم البريء الذي أريق ، وأن الدرس الاكبر هو أن من ينتصر في النهاية هو الذي يحقق الأهداف. ولعل الدرس الأهم، ماقاله السيد حسن نصر الله، هو أن الخوف كل الخوف لن يكون من انتصار المقاومة، بل من فشلها، لاننا سنذهب إلى مقاومة بلا ضوابط. فاليأس والاحباط هما أخطر حالة يمكن أن يواجهها شعب أو مجموعة معينة، والتجارب السابقة خير برهان. |
|