تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بلا مجاملة...فساد الضمير

مراسلون
الثلاثاء 3/1/2006م
عبد اللطيف الصالح

عندما نجد عيون الرقابة تغيب عن التجاوزات والمخالفات التي تجري في كواليس..

أو (كانتونات) المعامل الصغيرة وورشات تصنيع الألبان والأجبان المنتشرة بشكل واسع في مناطق وأحياء مدينة دير الزور.. وقد تتسبب هذه المخالفات في حدوث مخاطر صحية بحياة الناس نكون هنا أمام حالة (فاسدة) اسهم فيها الى حد كبير غياب الضمير لدى العامل.. والمراقب.. ورب العمل.. ومن ثم المسؤول (بمختلف درجاته الوظيفية) .. وتحديداً ذلك الذي يضع العصابة السوداء على عينيه تجاهلاً للحقيقة التي يعلم بكل وقائعها علم اليقين!‏

وفي واحدة من هذه الوقائع التي تدلل على (فساد الضمير) ما شاهدته أمام باب احد ورشات التصنيع,.. حيث يتم تفريغ الحليب من براميل بلاستيكية الى داخل الورشة بواسطة خرطوم بلاستيكي طويل موصول بمحرك سحب كهربائي, ويقوم عامل وكأنه قد خرج من أحد تلك البراميل المطرزة بالأوساخ بنقل الخرطوم من برميل الى آخر حتى الانتهاء من إ فراغ الحمولة,.. وهذا المشهد وإن كان يدعو الى كل حالات الاستهجان والاستفزاز لتلك الطريقة البدائيةو (الشاذة) صحياً في التعامل مع مادة حساسة جداً مثل الحليب ومن الممكن أن تشكل عامل جذب لاستقطاب الجراثيم وبالتالي انتشار الأوبئة والأمراض لدى المستهلك.. فإن ما يجري في الداخل خلال عمليات التصنيع يضع (العقل في الكف) سواء ما يتعلق بالنظافة.. أو ما يتعلق بتحقيق الشروط الصحية المطلوبة بدءاً من المكان وانتهاء بالعاملين الذين تحيطهم عشرات علامات الاستفهام (صحياً وفنياً.. وتعبوياً!) .. وبالطبع هذا الحال ينسحب على عدد كبير من الورشات (المنزلية) التي تنشط بوضح النهار دون حسيب أو رقيب!!‏

في ظل هذا الواقع المتردي ..ومع تزايد حدة النشاط (المشبوه) لتلك الورشات نقف لنتساءل: هل يعقل أن تكون الجهات المسؤولة صاحبة الحل والربط قد عجزت في ايقاظ الضمائر الرقابية,أم أنها- أي الجهات المسؤولة- بالأساس هي في سبات وتحتاج لمن (يوقظ) فيها الضمير لتعرف على أي كوكب تقف!??‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية