|
البقعة الساخنة فمن الاشتراط بعدم مشاركة حماس إلى منع الفلسطينيين في القدس من المشاركة تتقاطع الخيوط وتتلاقى على عنوان واحد مفاده النهائي جعل الانتخابات نسخة مكرورة تتطابق مع الأهواء الإسرائيلية, وتحقق ما تسعى إليه, من خلال إنتاج انتخابات تكون فيها الشروط الإسرائيلية الحاضر الأكبر. ولأن الواقع أخطر من ذلك بكثير بحكم تلك التقاطعات التي ترتبط أساسا بالنيات الإسرائيلية التي تجاوزت مسألة الإقرار بالحقوق الفلسطينية, فإن الممارسة تتحرك في منحى مغاير يتعلق أولا وآخرا بالتركات التي أنتجتها ثقافة الانتخابات بالمفهوم الغربي في ذهنية المنطقة لدرجة أن الحلول المستعصية أضحت تتحرك وفق تلك الثقافة, وأي اختلاف أو تباين هو بالنتيجة الحتمية يعود لتلك الذهنية , ونتاج خلل بنيوي أو قصور حضاري !! وإذا كان ثمة التباس أشارت إليه عوامل الاجترار الغربي عموما من مفهوم ودلالات أي انتخابات تجري خارج منطقة الحضارة تلك, فإن الواقع يطرح إشكالية تتعدى واقع الذهنية وتبعاته, بحكم أن السياسة التي ما برحت تتحدث عن نطاق من التداول الكلي لعموميات المنطق الانتخابي وجدت نفسها في صدام مباشر مع مفرزات الشعارات التي صدرتها, وعملت على ترويجها طوال أكثر من نصف قرن . وهذا ما برز في التناقض الحاد الذي جعل كلمة الديمقراطية في كثير من الأحيان مرادفة لمقولات تستدعي الرفض بمجرد القبول بأي اشتراط من أي نوع كان , حيث أن ابتزاز احتمالات فوز حماس مسبقا, ورفض مشاركتها لأن صناديق الاقتراع لن تكون كما تشتهي الديمقراطية الغربية, يطرح إشكالية من النوع الخطير في المسعى الغربي لتعميم ثقافته وذهنيته المرتبطة بذلك الشعار. والأمر بالتأكيد أكثر صعوبة حين ينسحب مباشرة على حق الفلسطينيين في القدس, إذ أن الموضوع مرتبط بجوهره بقضية الإقرار المسبق بالحق الذي نصبت الديمقراطية الغربية نفسها مدافعا عنه, وبالتالي من السخف السياسي إقصاء هذا الحق في اللحظة التي بدت فيها أنها الفرصة الوحيدة للخروج من نفق الحرمان. بالطبع لن تعيي الأوروبيين ولا الأميركيين الحيلة لتبرير ذلك الخروج على النص ذاته وهم المحكومون على الدوام بصيرورة الالتزام المطلق به, وفي الوقت ذاته لم يجد الإسرائيليون الحرج في إعلان سياسة تسعى إلى تطويع الإرادة الفلسطينية بقوانين المنطق الغربي, بعد أن عجزت عن ذلك بقوانين القوة والاحتلال والغطرسة, وإن كانت تأخذ في هذا المنظور منطقا آخر كان محرجا للأوروبيين كما هو للأميركيين.! لكن التجربة تقول بدءا من اللحظة ثمة متغيرات لا بد من الأخذ بها أولها أن الديمقراطية لا تعني كل تلك الشعارات, بل هي في أغلب الأحيان تتناقض معها, لأنها بالأساس كانت الحامل السياسي الوحيد الذي مكنها من استباحة المنطقة, ولا بأس من استخدامه ليكون أداة استباحة للعقل سواء كان مؤهلا ديمقراطيا, أم لم يكن ?! |
|