|
شؤون محلية ويبقى الواقع المروري مرشحاً لمزيد من التفاقم مع استمرار آليات التعامل بالذهنية القائمة حاليا, والخاضعة لمزاجيات عدد من المرجعيات المستبدة بالرأي الفني . ان معالجة الاختناقات المرورية التي طاولت معظم ساعات النهار, وفي معظم محاور المدينة حتى المداخل الخارجية, لا يمكن ان تحل بتنفيذ عقدة مرورية كل عامين او ثلاثة فدمشق تحتاج الى جرأة في القرارات المتخذة ,وتوفير التمويل اللازم, فعلى سبيل المثال ...النفقان المقترحان على شارع النصر وعلى كامل محور المهدي بن بركة, يحتاجان لمليارات الليرات, ومثل هذه الحلول اضحى تسويفها امر غير منطقي . ان تسويف الحلول المرورية الاستراتيجية, ومنها اقامة مترو الانفاق, لم يعد مقبولا بعد فشل الرأي الذي اعتبر استبعاد الوزارات والمؤسسات من مركز المدينة يخفف من الازمة المرورية, ويؤكد فشل هذا الرأي الى حد كبير الازمة التي تعيشها شوارع المدينة يوم السبت . وبدأت محافظة دمشق تخطو خطوات واضحة باتجاه عدم التساهل في التلكؤ بتنفيذ المشاريع ضمن البرامج الزمنية المحددة, وجاء القرار باعفاء مؤسسة الاسكان من تجميل ساحة الأمويين وتسليمه لمتعهد من القطاع الخاص رسا عليه العقد, ليشكل سابقة قد تكون بداية لحسم الامور..ان توبعت بالشكل المطلوب وكانت الخلفيات موضوعية . ويأتي تسليم امر مباشرة عقد تجميل ساحة العباسيين امس لمتعهد من القطاع الخاص , ليؤكد ان الفرص متوازنة امام القطاعين العام والخاص في التصدي للمشاريع الخدمية . ولكن بقاء مدد العقود كما هو الحال في تجميل ساحة العباسيين تسعة اشهر امر غير منطقي,خاصة ان المشروع في وسط المدينة..فكم من الاذية سيطال الجوار ومستخدمي الطريق لحين انجاز المشروع ? والذي بدأ اصلا منذ عامين, وكذلك الحال بالنسبة لساحة الامويين الذي بدأ منذ ثلاث سنوات. وان اريد لعدد من شركات القطاع العام الاستمرار في حلبة المنافسة لابد من رفع الوصاية عنها واعطاء اداراتها مزيد من المرونة وإلا فإن الفشل ينتظرها . |
|