تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جثة طفلة في(المغارة السوداء) والمتهمة مستحضرة أرواح

حوادث
الثلاثاء 3/1/2006م
ملك خدام

أحيلت الى محكمة الجنايات بدمشق السيدة رضية 43 عاماً, وابنها مهيار 26 عاماً, بتهمة قتل الطفلة سمر 7 أعوام خنقاً بعد خطفها من منزل ذويها. ما يذكر أن السيدة رضية وابنها كانا قد تبادلا الاتهامات فيما بينهما بعيد اكتشاف جثة الطفلة المذكورة في المغارة السوداء بمحلة ركن الدين. وقد حاول كل منهما إسناد هذه الجريمة للآخر تملصاً من المسؤولية والعقاب, إذ أفاد ابن السيدة رضية في التحقيقات الأولية الجارية في هذه القضية:

إن أمه مطلقة وهي تدرس مادة الفلسفة في جامعة دمشق, وإنها تمارس السحر والشعوذة, وتعد لجلسات تحضير أرواح. وقد طلبت منه قبيل وقوع الحادثة أن يستأجر لها شقة بعد أن قدمت من المحافظة التي كانت تقطن فيها بحجة أنها تود تقديم امتحان بإحدى موادها الجامعية- ويتابع القول: إنه قد استأجر لها هذه الشقة في الشعلان, ولما زارها شم رائحة البخور في الشقة, ووجدها مرتبكة, وأخبرته أن شيئاً مهماً سيحدث معها- الليلة- وتتخلص من السحر, ولما حاول دخول الغرفة المجاورة, منعته مدعية أنه قد اختلى فيها رجل وامرأة في جلسة تحضير أرواح, وبأنها حتى تتخلص من السحر عليها أن تلجأ الى قريب لها يساعدها, وبأنه هو هذا القريب.‏

كما طلبت منه أن يخرج الى السوق ويشتري لها حقيبة قماشية كبيرة ولما أحضرها أخذتها منه ودخلت الغرفة ثم خرجت بها مملوءة ومربوطة بحزام وطلبت منه أن يتخلص منها في مكان مظلم دون أن يفتحها حتى (لا ينفك السحر) فاقترح عليها أن يضعها في المغارة السوداء بمحلة ركن الدين دون أن يعلم ما بضمنها ووافقت, فذهبا معاً الى تلك المغارة بتكسي, وأودعا الحقيبة هناك. الجدير بالذكر أن الأم اعترفت في ضبط الأمن الجنائي أنها كانت تمارس السحر فعلاً وقد تعلمت هذا الكار-(بطلب منها)- من والد الطفلة المغدورة سمر, قبل سبع سنين انقضت, إذ قال لها مرة في إحدى جلسات تحضير الأرواح,أنه قد وضع (عبر قرين) روح ابنته التي ولدت في ذلك اليوم, ضمن جسدها,كما وضع روح السيدة رضية في جسد طفلته سمر, ومنذ ذلك الحين تقول السيدة رضية شعرت بشيء يسيطر عليها ويتحكم بإرادتها ولما سافرت الى منزل أهلها انتابتها آلام جسدية وتحولات روحانية غريبة إذا كانت تتوجع وتصرخ وتمرض, وقد اعترتها حالة من الاكتئاب فحبست نفسها في غرفتها حتى لا تعذب أهلها, إلا أنها بعد مضي سبع سنوات ما عادت تطيق صبراً فسافرت الى دمشق, لتراجع والد الطفلة سمر حتى يخلصها من السحر الذي كان يعذبها, وفوجئت بأنه قد توفي, فطلبت من زوجته التي كانت تربطها بها معرفة وصداقة أن تساعدها في التخلص من السحر عن طريق- ابنها- الذي لابد أنه قد أخذ كار السحر عن أبيه, ولكن والدة الطفلة سمر طردتها من المنزل, بعد أن أخبرتها أنها منذ البداية كانت تعارض ممارسة زوجها كار السحر, وهي لا تريد لابنها أن يمضي من بعده في هذا الطريق, وعندئذ تؤكد السيدة رضية أنها عادت الى منزل والدة الطفلة سمر مرة أخرى, ووجدتها هذه المرة لوحدها, إذا كانت أمها خارج المنزل, فتعلقت بها الطفلة وطلبت منها أن تشتري لها الألعاب, فخرجت بها الى المحل المجاور ووجدته مغلقاً فأخذتها معها, الى محل ابنها:على نية أن تعيدها لأمها بعد أن تمضي معها بعض الوقت, وطلبت من ابنها أن يستأجر لها شقة ليومين, وفي الشقة تناولت مع الصغيرة الغداء الذي أحضره لهما ابنها, ثم استرخت الطفلة بعد تناول وجبة الغداء ونامت, وعندئذ تقول السيدة رضية: انتابني شعور غريب, وفكرت بأني لو قتلت الطفلة, أنتقم من والدها,و أتخلص من السحر, ولما استيقظت أعطيتها حبتي فوستان للكبار, ولكن هذه الجرعة لم تؤثر فيها, فقررت خنقها ورحت ألعب معها, وطلبت منها أن تختبئ في حقيبة قماشية كبيرة أغلقتها عليها ثم غادرت الغرفة لبعض الوقت وعدت لأسمع صوتها يكلمني داخل الحقيبة مين أنت? فأدركت بأنها لا تزال حية, فوضعت فرشتين كبيرتين فوق الحقيبة القماشية, ثم غادرت المنزل وعدت بعدها لأجد الطفلة قد فارقت الحياة.‏

ما يذكر أن السيدة رضية تراجعت عن اعترافاتها هذه أمام القضاء وأنكرت ممارستها الشعوذة أو السحر كما اعترفت أمام السيد قاضي التحقيق, بأن ولدها مهيار هو من قتل الطفلة حقيقة بعد أن اعتدى عليها وقد تسترت عليه في اعترافاتها الأولية بالأمن الجنائي خشية عليه وأضافت القول: إنه بعد أن استرخت الصغيرة بعد الغداء, تركتها السيدة رضية نائمة وخرجت لشراء بعض الحاجات الضرورية من السوق, وأودعت مفتاح الشقة عند ابنها في المحل, طالبة منه أن يتفقد الصغيرة ويهتم بها ريثما تعود, ولما عادت إليه بعد ساعتين لأخذ المفتاح وجدته مرتبكاً,وعندما سألته عن الصغيرة,أجابها (البنت ماتت) واعترف لها أنه قد خنقها بعد ما حاول معها, ولم يقل لها صراحة أنه قد اعتدى عليها..‏

أكد رواية السيدة رضية, تقرير الطبيب الشرعي الذي بين وقوع اعتداء وحشي (خلافاً للطبيعة) على الصغيرة, وإفادة بعض الشهود الذين أكدوا غياب ابن السيدة رضية عن المحل,وعودته إليه مرتبكاً بشكل واضح للعيان.‏

وبناء عليه: أصدرالسيد قاضي الاحالة قرار اتهام السيدة رضية وابنها مهيار بقتل الطفلة سمر لسبب سافل, بالتدخل والاشتراك, وإحالتهما معاً الى محكمة الجنايات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية