تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كلمة أولى الصعود إلى الإبداع

ملحق ثقافي
الثلاثاء 3 /1/2006
حسين عبد الكريم

تجتهدّ البيئة،في البحث عن أحوالها غير الملوثّة، أملا بالشفاء من الأمراض ومواجهة الأوبئة،لعلها تستعيد حيويتها البهية،كما كانت قبل ابتكار الانسان أساليبه السّيئة في العيش والتواصل مع معطيات الطبيعة وأفراد عائلتها،كالهواءوالماء والشجر والتراب والثمار...إلى آخر فرد في عائلة الطبيعة النبيلة.

وجهاتٌ عديدةٌ معنيّةٌ بحماية المجتمع،نراها تؤلف القوانين والتشريعات،التي تحمي المنتجات،وتسجلها في سجلات خاصة ،تحت تسميات وعلامات،وماركات مسجّلة وغير مسجلة... ألا يحق للإبداع المعني بالروح،أن يدافع عن نفسه،قبل تفشّي ظاهرة خرابة.وهنا لا يصّح:«دود الخل منه وفيه...؟! الفن الجدير بالبقاء لا يصاب بداء البشاعة من داخله،بل تأتيه الرداءة من المتطفلين،الذين لا تقلقهم همومُ الإبداع ونجاحاته إلا بما يخدم رؤاهم. الصخب الكوني والزحام الفظيع،المتلاقيان على العيش «المتوعّك» صحيا ونفسيا وعيشا،هذا قد يكون سببا أكيداً،في تفشي وباء الفن غير الصالح للاستهلاك الروحي،الذي لم يحقق شروط الفعل الأدبي ،لغة وأسلوبا،وهما اجتماعيا وإنسانيا وقناعة،وسلوكا حياتيا وأدبيا.. ولا نظنّ:أن من السهولة بمكان،بعد انتشار «الأغذية الروحية» الرديئة الاهتداء الى«الجودة العالية»،في الابداعات المختلفة والمؤتلفة.. لكن لا بد من معرفة الجيد والأكيد،وإلا تهيم على بؤسها الأفئدةُ والنفوس!! علامات المبدع الفارقة،هي الأساس الأول،في رحلة العمارة الإبداعية.ولهذا لا ينبغي لجاهل بالمفردات،أن يقدّم للمتلقين قصيدة أو قصة أو نقدا،إلا بعد أن يكنس عن رؤاه وحسه صدأ الضعف!! حين تطرد الرداءة الجودة،بأي حال من الأحوال،البلاء يقع على المستهلك،إذ يصاب بصداع،ووعكة روحية،لا يشفى منها،إلا بكتابة إبداعية أخرى، مزوّدة بـ «مانع تسمم»و«مضادات»للبؤس النفسي،والفقر الجمالي،لإن الإبداع أولا وأولا،محّرض على الدهشة والجمال،وباعثٌٌ على الصفاء الإنساني،ومتحدّ رائعٌ لكل ما هو إنحطاطي...حروف عطف ورفع الفعل الإبداعي أغنى وأبقى من حروف جرّ ونصبِ المصالح الحياتية الآتية. متعددة هي مادة الحياة التي يمكن للوعي الإبداعي،أن يدخلها الى مختبر الذهن،والتجربة،لتقديمها فيما بعد،نصا، قادرا على الإدهاش والإغناء،والإضاءة والحداثة بمعناها الفني والإنساني. السنة التي مرت بكل مفرداتها الكئيبة، أو المتفائلة،لعلهّا كتبت في دفتر الذائقة النقدية،سطر جديدا،وملاحظات تستحق التلفت والأخذ والرّد.والوقت المتروك على باب التأمل والقراءات ممتلىء بملاحظات لم يقلها الوقت المنصرف...وسيكتب أفعاله وجمله المفيدة ،ربما.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية