|
معاً على الطريق صديقته التي خدعها أتتني بعد أيام تخبرني أن الشرطة ألقت عليه القبض باعتباره كان فاراً من خدمة العلم، فقد حصل على إجازة عادية قبل عدة سنوات لكنه لم يلتحق بقطعته مؤثراً حياة النصب والسرقة والخداع على خدمة العلم التي يتباهى بها الشباب. - على صفحته يروي عذاباته مع الحرية السياسية من داخل إحدى الزنازين المظلمة في أحد فروع الأمن، ويستعيد تلك العذابات التي كابدها مدافعاً عن الحرية ومشروعه السياسي ومبادئه التي لم تكن في الحقيقة أكثر من خداع فتاة حالمة أو سرقة قارورة غاز، أو فك صحن التقاط فضائي عن سطح أحد أقاربه في قريته الوادعة في الجنوب السوري، وفي أحسن الأحوال كانت عملية السطو على خزانة والدته تكفل له التسكع مع فتيات المدينة الجامعية والتواصل مع بعض أقاربه في مواقع المسؤولية، متبعاً مسيرته في الخداع والنصب الاحتيال. إنه شخصية حقيقية من لحم ودم، وصاحب تصرفات ومواقف يفترض أن يكون مسؤولاً عنها، عاش حياته متقمصاً شخصية بطل من هذا الزمان للكاتب الروسي ميخائيل ميرمنتوف، فهو الجبان الذي يتقمص شخصية الشجاع فيحصد المكاسب، فيما يموت الأبطال الحقيقيون وهم يتضورون جوعاً واحتياجاً. العدوان على سورية عوَّم الكثير من هذه الشخصية فقد تحولوا من مجرمين جنائيين وهاربين من وجه العدالة إلى أبطال سياسيين من هذا الزمان الليرمنتوفي يقدمون روايات عن عذاباتهم في زنازين الأمن والاستخبارات التي لم تكن في الحقيقة الا غرف التوقيف الجنائية، ومساحات السجون التي دخلوها بقرارات قضائية مبرمة، ويقدمونها على الفضائيات التي افتتحت أصلاً لأمثالهم ليكونوا إما «شاهد عيان» أو «ناشطاً سياسياً» أو «ناشطاً حقوقياً»، وكلها تعابير براقة تخفي مضامين إجرامية وتدفع باتجاه الإرهاب في النهاية. واليوم تتداعى الدول الغربية لتخريب المبادرة الروسية وتلتف على بيان فيينا الأول في ملتقى فيينا الثاني لتقدم بعضاً من تلك الشخصيات الليرمنتوفية وكأنهم سياسيون ومناضلون حقوقيون عانوا مرارات السجون ولهم الحق في الدفاع عن آرائهم ومبادئهم التي دفعوا سنوات وأياماً من حريتهم دفاعاً عنها، والتزاماً بها!؟. إنها الكذبة الكبرى في الزمن الوغد الذي يتم فيه تكريم من لا يستحقون غير أحكام القضاء الجنائي لارتكابهم جرائم قتل الجسد والروح على السواء، وممارسة أبشع أشكال النصب والافتراء. والشخصيات التي تم تقديمها تمثل شخصية «بطل من هذا الزمان» كصاحبي الذي أعرف، ومثله يعرف الكثيرون يأتون ليجلسوا على كراسي ليست لهم، ويبحثون أمور ومستقبل شعب لا ينتمون إليه، ولا يمثلون أحداً من أبنائه، حتى إنهم لا يعرفون عادات وطبائع من يدعون تمثيلهم، وجوهر القصة أن الولايات المتحدة وفريقها العدواني يضعون خططاً بديلة للالتفاف على كل انتصار سوري، وعلى كل مكسب سياسي أو عسكري فيطلقون «أبطال ليرمنتوف» في كل مرحلة عسى ولعل أن يستطيعوا تنفيذ مخططاتهم التآمرية. عمل مكشوف وتصرفات مفضوحة تتساقط تحت أقدام جنودنا البواسل وهم يسجلون انتصاراتهم على امتداد الأرض السورية المقدسة. |
|