|
دين ودنيا أن محمداً كان في الدرجة العليا من شرف النفس, وكان يلقب بالأمين, أي بالرجل الثقة المعتمد عليه إلى أقصى درجة, إذ كان المثل الأعلى في الاستقامة. > وعن رفيع أخلاقه وسامي خصاله وعصمته من الانزلاق في مهاوي الرذيلة يتحدث المستشرق جرسان دتاسي, قائلاً: إن محمداً ولد في حضن الوثنية, ولكنه منذ نعومة أظفاره أظهر بعبقرية فذة, انزعاجاً عظيماً من الرذيلة وحباً حاداً للفضيلة, وإخلاصاً ونية حسنة غير عاديين إلى درجة أن أطلق عليه مواطنوه في ذلك العهد اسم الأمين. > ويتحدث الباحث الأرجنتيني دون بايرون في مؤلفه ( أتح لنسفك فرصة) فيقول: اتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد الله كان ممتازاً بين قومه بأخلاق حميدة, من صدق الحديث والأمانة والكرم وحسن الشمائل والتواضع حتى سماه أهل بلده الأمين, وكان من شدة ثقتهم به وبأمانته يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم, وكان لا يشرب الأشربة المسكرة, ولا يحضر للأوثان عيداً ولا احتفالاً, وكان يعيش مما يدره عليه عمله من خير. > ويقول المستشرق الايرلندي السير وليم موير في كتابه (الإسلام): إن محمداً لم يكن في وقت من الأوقات طامعاً في الغنى, إنما سعيه كان لغيره, ولو ترك الأمر لنفسه لآثر أن يعيش في هدوء وسلام قانعاً بحالته. وقال: إن النبي محمداً في شبابه طبع بالهدوء والدعة والطهر والابتعاد عن المعاصي التي كانت قريش تعرف بها. > ويقول المستشرق سيديو, في الجزء الأول من كتابه: (تاريخ العرب): ولقد بلغ محمد من العمر خمساً وعشرين سنة استحق بحسن مسيرته واستقامته مع الناس أن يلقب بالأمين ثم استمر على هذه الصفات الحميدة حتى نادى بالرسالة ودعا قومه إليها فعارضوه أشد معارضة, ولكن سرعان ما لبوا دعوته وناصروه, وما زال في قومه يعطف على الصغير ويحنو على الكبير, ويفيض عميم من عمله وأخلاقه. > ويقول المؤرخ والمستشرق الإنكليزي السير وليم موير في كتابه (حياة محمد): إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه, وحسن سلوكه. ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف, ولا يعرفه من جهله. وخبير به من أنعم النظر في تاريخه المجيد, وذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم. |
|