تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ركن الفتاوى

دين ودنيا
الجمعة 2/11/2007
مرض سيدنا أيوب

> كيف ابتلى الله سيدنا أيوب عليه السلام بالمرض مما أدى إلى نفور الناس عنه مع أنه مأمور بالدعوة والتبليغ ?‏

>> لا شك أن الأنبياء‏

هم خيرة الله من عباده يصطفيهم من خلقه وينزل فيهم كرامته.ولا يعني هذا أنهم مبرؤون من المصائب بل إن الأقدار تصيب العباد على قدر إيمانهم أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وما أصاب نبي الله أيوب لم يكن مرضاً ظاهراً منفراً كما ورد في بعض حكايات أهل الكتاب وإنما كان مرضاً داخلياً وأصاب بعض جسمه مما لا يراه الناس عادة, ومن هنا فإن الله سبحان أمره بالتداوي على قاعدة: هذا مغتسل بارد وشراب ففيه دواء للباطنة ودواء للجلد.‏

الإنسان والحياة‏

> ما دور الإنسان في هذه الحياة?‏

>> خلق الله الإنسان في هذه الحياة ليحمل مسؤولية خلافة الله في الأرض وهي مسؤولية مقدسة كريمة تقتضي الإحسان إلى عباده والرحمة بهم فالخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله‏

وقد نص القرآن الكريم على جواب مباشر على ذلك وهو قوله تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). ومقتضى ذلك أيها الأخ الكريم أن الله سبحانه قد شاءت قدرته وإرادته أن يمنحنا في هذا الدنيا نعمة عبادته, والعبادة أيها الأخ الكريم ليست تلك التي يقاد الناس إليها بالسياط ولا بالرغائب العبادة هي أرقى درج الحب يكون بين الله وبين العبد.‏

والعبادة ترتقي من رتبة المعرفة إلى الرغبة إلى الميل إلى الهوى إلى الحب إلى العشق إلى الكلف إلى الوجد إلى الغرام إلى الهيام إلى الوله إلى العبادة وخلال ذلك فإن المؤمن لا يمكنه أن يعرف الله إلا عبر هذه المراتب التي يتدرج فيها المحبون. أسأل الله أن يجعلك منهم.‏

تفسير آية‏

> ما معنى قوله تعالى: ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً )??.‏

>> تنص الآية على وجوب احترام الآخر المختلف دينياً ومذهبياً, وتؤكد على عصمة دم الإنسان وتحريم الاعتداء عليه , أخرج البخاري ومسلم في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه عنهما, قال: بعثنا رسول الله ] إلى الحرقة, ( في مواجهة بعض الأعداء الذين كانوا يغيرون على المدينة) فصبحنا القوم فهزمناهم, ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه, قال: لا إله إلا الله, فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته, فلما قدمنا بلغ النبي ] فقال: (يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله?!) قلت: كان متعوذاً!! أي كان يحتمي بها وهو غير مؤمن!, فما زال رسول الله يكررها وهو غاضب, حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.‏

والآية نص في تحريم القتل بغير حق, وهي تتحدث عن ظروف حربية كانت بين المسلمين وأعدائهم, وكانت شبهة القتل بدافع الخوف من الاعتداء قائمة ولكن إلقاء السلام كان كافياً لعصمة الدماء في حق من لا يعرف حاله. والآية رد على التكفيريين الذين يكفرون الناس بغير حق, وهي تفتح أرحب باب لقبول الآخر والاعتراف به على الرغم من كل اختلاف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية