تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إنانا على مدرج جبلة الأثري .. إبداع يبهر

ثقافة
الجمعة 2/11/2007
في الخامس و العشرين من شهر تشرين الأول حطت قوافل مهرجان طريق الحرير رحالها في مدينة جبلة ,

فجاء مساء ذلك اليوم خرافياً عجَّ بمفردات الجمال المكاني لمدرجها الأثري الذي ارتدى حلته الجديدة , و مفردات الإبداع الفني للفرق المشاركة فيه .‏

في ذلك المساء كان القمر بدراً يزين سماء مدينة جبلة و يلقي بأنواره الفضية على ذلك المكان الأثري الذي تعبق منه رائحة التاريخ , و مغلفاً أجواء الاحتفالية بمزيد من السحر و الخيال , و التي ازدانت بأعمال فنية رائعة لكل من فرقة إنانا , و الفرقة الكورية و الإسبانية , حيث مزجت بين حضارتي الغرب و الشرق عبر رحلة السندباد البحرية ( رحلة الأرجوان ) , و التي حدثتنا عن أسرار الماضي عبر لوحات فنية نقلت إلى أجواء الفرح الكوري و دفئه , و الى عنفوان الرقص الإسباني , و روعة موسيقا زوربا اليونانية , و الى مصر الفرعونية , و بلاد الرافدين , و بلاد الشام ... و غيرها من الحكايا التي أمتعت جمهور الاحتفالية ضيوفاً عرباً و أجانب و أهالي مدينة جبلة . و كذلك زينت أعمال الفنان ماجد عكو , جدران المدخل الرئيسي للمدرج بلوحات فنية زيتية و نحاسية و أعمال يدوية مستوحاة من بيئتنا الساحلية .‏

في جبلة كان لاحتفالية مهرجان طريق الحرير حضورها و نجاحها الباهر . فها هو مدرج جبلة الروماني بعد عشرين عاماً من الإهمال و النسيان يعود مرتدياً حلة بهية أعجبت كل من شاهده و يستقبل حدثاً ثقافياً هاماً , و عملاً فنياً مكتمل الصنع و الأداء أبهر الجمهور الذي اكتظت به مدرجاته و التي تتسع لحوالي ثمانية آلاف متفرج .و هذه الحماسة أبداها الجمهور سواء منهم الضيوف الأجانب المشاركين في الاحتفالية و الذين بلغ عددهم 160 شخصاً قدموا من 13 دولة أوروبية و هم إما إعلاميون أو عاملون في منظمات ثقافية , و الإعلاميون العرب و السوريون , و الجمهور من أهالي جبلة و اللاذقية . فالكل وقف وصفق بمحبة و حماسة لفرقة إنانا في ختام الحفل , و التي صاغت لوحة فنية راقية تليق بالاحتفالية و بعراقة بلدنا و حضارته .‏

وفي الختام لا بد أن نوجه الشكر الى كل من ساهم في إنجاز هذا العمل الرائع الذي أمتع الجمهور و ترك ذكرى طيبة في مخيلة كل من شاهده و نأمل أن تحظى مدينة جبلة مستقبلاً باحتفاليات ثقافية تعيد الألق الى مدرجها الأثري العريق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية