|
ثقافة وذكرت الدكتورة ميخائيل في معرض دراستها أن من أبرز سمات الإبداع هو أن يحمل العمل قيمة نوعية وإيجابية وهذه القيمة النوعية والناتج الإبداعي يجب أن يحمل فكراً يمكنه الوصول إلى المتلقي ومحاورته ليخلق عنده أفكاراً متجددة لأن هذا الحوار هو قوة الاستمرار فعمق الفكر ومدى تواصله واستمراره هو مؤشر يرفد الإبداع. أمامفهوم الهوية الذي يوحي بالثبات والتكرار فهذا يأتي عندما يشار إلى نتاجات ثقافية معينة أو مرحلة تاريخية بأنها ذات هوية واحدة أو مكررة تميز استمراريتها وتعبر عن خصوصيتها فهي تمثل ثباتاً تماماً وليس كالابداع الذي هو مغايرة أو تغيير. وقدمت الدكتورة ميخائيل افتراضاً بأن العمل المعماري الأصيل يجب أن يحمل هوية ويتسم بالإبداع ويتحقق ذلك بتأمين التوازن بين مستوى الفكر ومستوى الناتج المادي مشيرة إلى أن المقارنة بين المؤشرات الخاصة للإبداع والهوية تتم من خلال ثلاثة محاور هي: -العمارة التقليدية ويمكن الإشارة إليها بالعمارة كحرفة. -الحداثة ويمكن الإشارة إليها بالفعل المعماري وهو التصميم -المعاصرة ويمكن تحقيق مطلب الهوية بالعمل المبدع. وأوضحت الدكتورة ميخائيل أن العلاقة بين مستوى الفكر ومستوى الناتج المعماري في العمارة التقليدية متكاملة وتكاد تكون واحدة وسنقرأ عمق الفكرة الكامل خلف الشكل الكامل وهذه العلاقة غير مطروحة للنقاش أصلاً. المعمار التقليدي لا يواجه مشكلة تصميمية بل هي حالة متكررة تحمل تغيرات على المستوى التفصيلي كما يزداد دوره في الابتكار التفصيلي. أما الحداثة: يمكن القول في هذه الحالة إنه بعد مرور ثمانين سنة على بداية الحداثة بأن الفعل تحول من المحاكاة إلى التصميم وهنا ظهرت طروحات تقول بأنه لا داعي لإعادة البناء وتكراره بمثل الاشغال السابقة, كماظهر مفهوم روح العصر وظهر الطرح القائل بأن عمارة العصر تعبر عن روح العصر بحيث تعكس العمارة حياة المجتمعات والمستوى المعماري لتلك الحياة وتحدث هيغل عن انتقال الفن من فعل المحاكاة إلى فعل تمثيل الفكرة حيث يبدأ فعل التصميم بالفكرة وليس بالناتج كما هو الحال في العمارة التقليدية: المعاصرة: أمافي الستينات من القرن العشرين بدأت دعوة في الوطن العربي بالعودة إلى الفكر كمطور للهوية القومية وظهرت عودات كثيرة إلى التراث ومعظم العودات اتجهت إلى المستوى المادي لعلاقةالشكل بالمادة وهنا ظهرت مرحلة ثالثة وعت بأن فكرة الإبداع من التجديد بالاشكال كما أتت مع العمارة الحديثة فكرة العودة إلى التراث واستمرارية التقاليد ووضوح الهوية فكان ذلك محفزاً لتطوير تجارب متعددة باتجاه تحقيق هوية من نتاجات مبدعة ليست متكررة وهنا لا بد من الخوض في حجم ونوع معاناة المعماري المعاصر الذي يسعى لربط الفكرة بهويته القومية وخصوصيته الوطنية ليعبر عنه بانتاج مادي أو معماري يدرك العلاقة التقليدية لكن دون الوقوع في شرك جاهزية الشكل التقليدي. إن قوة التعبير لدى المصمم ومرونة التفكير و سعة الاطلاع تقدم الاعمال المعبرة عن المصمم. إن أي ناتج معماري يحمل مقومات الإبداع التي ذكرت يحمل مقومات الهوية وهنا سنلغي في كلامنا الفروق بين ماهو معاصر وما هو تراث. |
|