|
ثقافة بين العولمة ومطالب الهوية حيث تم التركيز فيها على بعض التفسيرات التي تبرز أهمية دور العولمة في اعادة وتنظيم وتشكيل الحياة: الاقتصادية, والاجتماعية- والثقافية والتي آثرت بدورها على بنية المدينة وهويتها المعمارية, ثم تحدثت عن تفسير العلاقة بين المدينة والعولمة حيث ان التوزيع والانتشار الفراغي للنشاطات الاقتصادية والاسواق العالمية والشركات متعددة الجنسيات تزيد من مهمة وجود مراكز قيادية قادرة على ادارة ومعالجة هذه المستويات من التعاملات الاقتصادية المعقدة, وتتشابه هذه المواقع الاستراتيجية التي تربط المراكز المالية والتجارية والرئيسية عالمياً فيما بينها من ناحية الخدمات المالية والبنية التحتية والشكل العمراني, والمعماري اكثر مما تتشابه مع مدن ومراكز عمرانية في بلدانهم. وبالنسبة لجانب العولمة, وعملية صنع المكان اشارت عبود ان هناك علاقة قوية بين المجتمع والمكان ولكن في عصر العولمة يبدو ان امكانية تطوير وتعزيز العلاقة بين المجتمع والمكان وخلق الاحساس والخصائص الرمزية الخاصة بالمكان وهويته لم يعد مهماً نتيجة ان دور هذه الخصائص في صنع المكان اصبح اليوم ثانوياً, وهكذا تنشأ هوية الاماكن على معطيات ومصادر (رمزية ومادية) قد لا تكون محلية في طبيعتها لذلك تطرح هذه المشروعات المنسجمة والمندمجة مع عملية العولمة والتي تعكس النظام العالمي الجديد والثقافة العالمية تساؤلات فيما يتعلق بموضوع الهوية لأننا بالكاد تزود الاحساس بالهوية المعمارية والاجتماعية والثقافة المحلية. ومن ناحية أخرى أكدت عبود ان الابنية اليوم لا تمارس وظيفة اجتماعية, والفراغات الجديدة المهمة هي تلك المرتبطة بالاستهلاك والسياحة ولذلك من الاهمية بالمكان والتحقق في كيفية بناء الهوية المعمارية وسط عملية العولمة حيث جزء من صورة المكان تنتج وعلى نحو متزايد للزوار المحتملين. أما بالنسبة للعولمة وصنع الصورة أضافت أصبحت المهنة المعمارية والمعماريون أداة وشكلا من اشكال التسويق الذي يتبعه المقاولون والشركات متعددة الجنسيات, لذلك يفتقد المعماريون اليوم الى الرعاية التي تدعم الافكار التقدمية وتحمل معاني اجتماعية بل على العكس توجد اهمية متزايدة بكيفية تصنيع المشروع ضمن الشكل الفكري والوظيفي والجمالي للشركات الدولية والتعميم العالمي ا لمعاصر, فلذلك يستمر تآثر العمارة العربية بالاتجاهات الغربية ويبدو ان هذه المرحلة هي منعطف آخر في تاريخ العمارة العربية والاسلامية المعاصرة وعملية التحدي الرئيسي الذي تصنعه أمامنا العولمة كأفراد ومجتمعات هو ايجاد التوازن بين المحافظة على الهوية والثقافة المحلية. من أجل تعميق الشعور بالانتماء لقيم وثقافة المجتمع المحلي وبين الاندماج والاستفادة من عملية العولمة, وعليه إن الجدل بين القيم الثقافية والاقتصادية للعمارة العالمية وبين القيم والرموز والذاكرة المحلية للعمارة التقليدية الاسلامية اساسي في الصراع بمجابهة عمليات العولمة التي تسعى للتجانس, واخيراً اختتمت عبود المحاضرة بأنه يجب ان يركز المعماريون على ضرورة مقاومة الآثار السلبية لعملية العولمة والتفكير بادماج الجوانب المتعلقة بالتنمية المستدامة لأنه يساعد على تخفيف الأثر السلبي للعولمة. |
|