تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زواج الكفاف

الكنز
الثلاثاء 17-11-2015
معد عيسى

بعد طول انتظار غير مبرر عمم مصرف سورية المركزي قبل ايام على المصارف العامة إطلاق القروض التشغيلية بشكل فوري والإعلان عن المنتج بالشكل المناسب.

المصارف امتنعت سابقاً عن منح القروض بدواعي الخوف من ان يشتري المقترضين الذهب والدولار، ولكن ذلك التبرير المبطن غير المعلن لم يكن منطقياً ومقبولاً حتى عند بعض ادارات المصارف التي كانت تفضل تشغيل سيولتها بمنح القروض حتى الاستهلاكية وليس التشغيلية فقط لأن هذه المصارف تدفع فوائد الايداعات دون ان تشغلها.‏

انعكاس الازمة على شريحة الشباب كان كبيراً فعدد كبير منهم في خدمة العلم وكان مرتبطاً قبل الازمة ومنهم من ارتبط خلالها من مبدأ استمرارية الحياة ولكن مع طول مدة الازمة كان لابد لهؤلاء من الزواج بأتعس الظروف المادية.‏

كثير ممن تزوجوا خلال الازمة لايمتلكون في منازلهم ابسط مقومات العيش من براد وغسالة وبتوغاز وهم يعيشون الكفاف، هؤلاء كان وما زال ممكناً منحهم قروضاً تدفع لمؤسسات التدخل الايجابي لشراء تجهيزاتهم المنزلية وتكون الضمانة كفالة شخصين من العاملين في الدولة حتى ولو لم يكن الشاب موظفاً فما الذي يمنع ذلك ان كان ابوه او اخوه او صديقه يكفله.‏

اعتقد ان مؤسسات التدخل الايجابي لا تمانع بتأمين التجهيزات المنزلية بعمولة مخفضة ويمكن ان تكون عمولة المصارف كذلك بحيث تكتفي كل جهة بتغطية نفقاتها واعتبار عملها في اطار الدور الاجتماعي الذي يجب ان تضطلع فيه الحكومة مجتمعة بشكل اكبر مما هو عليه خلال الفترة القادمة.‏

لايكفي اليوم ان تقوم المصارف بتمويل المشاريع الانتاجية دون ان يكون لنشاطها جانب اجتماعي‏

كما لايمكن ان تترك شريحة الشباب هكذا دون مواكبة حقيقية لأنه بسواعدهم بقي البلد، وعلى اكتافهم سيبنى وهم سينجبون الأجيال القادمة فان لم نُحسن ظروف انطلاقتهم فسيكون القلق نمط حياتهم وعطائهم وأجيالهم.‏

يقول بوتان «اعمل ما دمت في الشباب، فليس للحياة إلا ربيع واحد...» علينا أن لا نضيع ربيعنا كي تثمر أزهاره ثماراً غنية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية