|
نافذة على حدث الغريب العجيب أن أقوى الإدانات تأتي من دول وحكومات معروفة بدعمها ورعايتها للإرهاب التكفيري، كالنظام الوهابي السعودي والقطري والأردوغاني التركي، في حين تتحول بعض الحكومات الغربية إلى حمامة سلام وهي تتحدث عن مخاطر الإرهاب وأهواله ضد المدنيين، متناسية مساهمتها الفاعلة في صناعته وتصديره إلى حيث ينشر الموت والرعب والخراب في أربع جهات الأرض..؟! فلو كان ما يصدر في بيانات الدول والحكومات الغربية وقرارات الأمم المتحدة بما يخص الإرهاب جاداً وصحيحاً وأخذ طريقه نحو التطبيق لما تعرّض العالم لمثل هذه الهزّات الأمنية الخطيرة، ولما وقف عاجزاً عن محاصرة تنظيم داعش والحد من جرائمه كما يحدث اليوم، ما يؤكد أن معظم ما تقوله حكومات ودول بعينها هو مجرد حملة علاقات عامة رأس مالها رفع العتب عند البعض والتوظيف والاستثمار السياسي الرخيص عند البعض الآخر..! وربما السؤال الأكثر واقعية اليوم هو كيف استطاع آلاف الإرهابيين عبور الحدود والمطارات والإجراءات الأمنية المشددة في دول غربية والوصول إلى سورية والعراق للالتحاق بداعش وأخواتها لنشر الموت والخراب لو لم تكن أجهزة هذه الدول واستخباراتها عامل مساعد ومساهم بصورة ما..؟! ثم كيف عاد جزء من هؤلاء إلى بلد المنشأ لممارسة إرهابه الأعمى لو لم يكن نظام أردوغان ـ البوابة الرئيسية للإرهابيين في المنطقة متورط حتى النخاع..؟! إن التعاطي المستمر بهذا المنطق الانتهازي المتناقض سيوفر على الدوام البيئة الحاضنة لكل أشكال الدواعش والإرهابيين على مستوى العالم، ما يجعل البشرية معرضة للمزيد من الأحداث الإرهابية والهزات الأمنية العنيفة، فالإرهاب لا يمكن القضاء عليه إلا بعمل واسع وتعاون حقيقي على الأرض بعيداً عن بيانات رفع العتب الفارغة وحملات التضامن الكاذبة والخطابات الجوفاء التي تتجاهل الحقائق والمعطيات الساطعة سطوع الشمس..!! |
|