تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لفرنسا ماض أسود في منطقة الشرق الأوسط.. صحفي ألماني زار معاقل «داعش» يحمّل الغرب سبب اتساع الإرهاب

وكالات- الثورة
أخبار
الثلاثاء 17-11-2015
يبدو أن الدول التي ساهمت في إنتاج وتمويل الإرهاب لم تضع في حسبانها أن هذا الإرهاب سيرتد عليها يوما من الأيام، فما حصل في قلب باريس -ومن قبل في العديد من العواصم الأوروبية طيلة السنوات العشر الماضية من أعمال إرهابية-

هو تحصيل حاصل لمختلف أشكال التدخلات التي قام بها الغربيون في شؤون العالم العربي والإسلامي, وفيما تحاول الدول الغربية طمس حقيقة من يدعم الإرهاب الذي ضربها في عقر دارها اعتبر الصحفي الألماني الشهير (يورغن تودنهوفر) أن الإسلام ليس السبب الرئيسي للإرهاب في أوروبا، بل السبب هو حروب الغرب التي أدت إلى بروز التنظيمات الإرهابية بالشرق الأوسط, واكتسب هذا الإعلامي شهرة واسعة على نطاق عالمي عندما تمكن من زيارة معاقل التنظيم، ووجه (تودنهوفر) رسالة عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) للأوروبيين عموما والألمان خصوصا بعد الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها فرنسا وتبناها (داعش)، حمّل فيها الغرب سبب اتساع فجوة الإرهاب، متهما إياه في مقتل وتعذيب الملايين من المسلمين معظمهم من النساء والأطفال في الشرق الأوسط على مدى عقود, واعتبر (تودنهوفر) أن لفرنسا ماض أسود في هذه المنطقة كقوة إمبراطورية وكمعتد عسكري، نافيا أن تكون لألمانيا نفس التوجهات، معتبرا ان فرنسا كانت دائماً في المقدمة، والتاريخ يشهد بذلك، حيث قتلت مليون جزائري، وضربت قواتها بوحشية في قناة السويس وفي ليبيا وفي مالي، والكثير من البلدان الأخرى, وأضاف ( إن معظم الغربيين لا يهتمون لمن قتلوا من العرب، إنهم ليسوا سوى مسلمين يموتون عدد لا يحصى من المدنيين يقتلون يوميا في سورية، فهل نحزن عليهم ؟).‏

الصحفي الألماني اعتبر أن الهجمات الإرهابية التي تتعرض إليها باريس هي نتاج سياسات فرنسا العنصرية الخاصة بالاندماج، حيث تمثل ضواحي المدن الفرنسية بؤرة للجريمة والإرهاب، مما سمح لتنظيم (داعش) بوجود حلفاء له بسهولة، مؤكدا أن الذنب ليس ذنب الفرنسيين البسطاء، ولا ذنب الضحايا الأبرياء في باريس، لكنه بالتأكيد ذنب أشخاص كـ(ساركوزي) حسب قوله, إلى ذلك، أكد على ضرورة عدم مرور ألمانيا بنفس المحنة المأساوية التي مرت بها فرنسا، وذلك بتكريس القيادات الألمانية لحلول ذكية وعادلة في الشرق الأوسط، كما أن مسألة التوقف عن إيصال الأسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط سيكون له مفعول إيجابي في استيعاب الأزمة الحالية التي يستغلها (داعش) للتوسع، ونشر الصحفي -الذي ألف كتابا عن تنظيم (داعش) بعد أن زار معاقله- على صفحته في (فيسبوك) رسالت مطولة قال فيها (إن أكثر من 99.9 من الخمسة ملايين مسلم في ألمانيا يرفضون (داعش)، والتنظيم يعتبر المسلمين الديمقراطيين الألمان عدوا لدودا) وناشد كل القوى الرافضة للسلفيين والـ 99.9 % من المسلمين المعتدلين الألمان بقوله (فضلاً بادروا بالمساعدة، كي لا نمر بالظروف التي مرت بها بريطانيا وفرنسا، في العقود الماضية لم يسبق وأن قتل إسلامي واحد ألمانياً في ألمانيا).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية