تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوروبا تشعل الأضواء الحمراء تحسباً لارتداد الإرهاب.. بريطانيا تشدد إجراءاتها.. وفرنسا تحذر.. وبلجيكا تغوص في المعلومات

وكالات - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 17-11-2015
نحو خمس سنوات من الأزمة، والإرهاب الأميركي الغربي الإسرائيلي الوهابي العثماني المنظم يضرب سورية والعراق والمنطقة، ولم يترك حياً أو شارعاً أو مؤسسة إلا ووشم بآثاره التدميرية معالم تلك الأمكنة.

الإرهاب الغربي الوهابي اليوم في عقر دار هذا الغرب الذي صنعه،‏

وأوروبا تستنفر لمواجهته بشتى السبل والإمكانات، فبريطانيا تعزز تمويل وكالات الاستخبارات وأمن الطيران لديها لمواجهة خطره، وفرنسا وبلجيكا تتعهدان بزيادة التعاون لمكافحته وتبادل أفضل المعلومات مع الدول الأوروبية، في الوقت الذي تحذر فيه تلك الدول من هجمات جديدة على أراضيها، وذلك بعد الاعتداءات الإرهابية التي وقعت مساء الجمعة الماضي في باريس وأوقعت نحو 130 قتيلا.‏

فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن خطط لزيادة عدد العاملين في الوكالات الامنية البريطانية بنسبة 15 بالمئة ومضاعفة الإنفاق على أمن الطيران.‏

ونقلت رويترز عن كاميرون قوله في بيان أمس انه مصمم على اعطاء أولوية للموارد التي تحتاجها البلاد لمكافحة خطر الإرهاب وحماية الشعب البريطاني، معتبرا ان ذلك يتطلب توفير المزيد من الطاقة البشرية للقيام بهذه المهمة،‏

فيما قالت الحكومة البريطانية انها تنوي تمويل عملية اضافة 1900 ضابط إلى جهاز المخابرات الداخلية (ام اي 5) وجهاز المخابرات البريطاني الخارجي (ام اي 6) ومقر الاتصالات الحكومية في اطار مراجعة أمنية ودفاعية أوسع لمدة خمس سنوات تعلن في 23 الشهر الجاري.‏

كما وجه كاميرون تعليمات باجراء مراجعة سريعة للامن في عدة مطارات بالعالم خاصة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وكذلك المطارات التي يستخدمها عدد كبير من البريطانيين.‏

في المقابل تستنفر فرنسا بعد أن ارتد الإرهاب الذي لطالما مولته ودعمته إلى دارها وتعلن أن شيئاً لن يثنيها عن ضرب الإرهاب بحسب زعمها حيث توعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بملاحقة الإرهاب أينما حل داعيا السلطات التشريعية في بلاده إلى إدخال تعديلات دستورية تسمح بمواجهته.‏

وقال هولاند خلال خطاب ألقاه أمام نواب غرفتي البرلمان في قصر فرساي إن فرنسا في حالة حرب والهجمات التي حدث مؤخرا تعتبر عدوانا على الجميع.‏

وأكد الرئيس الفرنسي أن حالة الحرب التي تجري موجهة ضد «الإرهابيين» نافيا أن تكون حرب حضارات، مشيرا إلى أن حاملة الطائرات شارل ديغول ستشارك في العمليات ضد تنظيم داعش.‏

وفي تطرقه إلى هجمات باريس الدموية دعا هولاند مواطنيه إلى المحافظة على الوحدة الوطنية، مؤكدا أن أجندات الإرهابيين لن تمر على أرض فرنسا، ذاكرا أن الاعتداءات كان قد خطط لها في سورية وجرى تنظيمها في بلجيكا.‏

وطالب الرئيس الفرنسي بإجراء بعض التغييرات في الدستور الفرنسي لمواجهة التهديدات الإرهابية، مشيرا أن خوض الحرب بقوانين قديمة بات أمرا غير ممكن، وأضاف أنه يجب تعزيز القدرات الأمنية والقضائية في مواجهة الإرهاب.‏

بدوره حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس من اعتداءات إرهابية جديدة قد تضرب فرنسا ودولا اوروبية أخرى، فنقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فالس قوله لاذاعة (ار تي ال) امس (ان هجمات جديدة قد تنفذ في الايام او الاسابيع المقبلة، ونعلم ان هناك عمليات كان يجري وما زال يجري تدبيرها ليس ضد فرنسا فحسب، بل ضد دول اوروبية أخرى).‏

واوضح فالس ان الشرطة الفرنسية اجرت اكثر من 150 عملية دهم في عدة مناطق في فرنسا منذ اعتداءات باريس يوم الجمعة الماضي، كما افاد مصدر مطلع بانه تم ضبط اسلحة بينها قاذفة صواريخ وسترات واقية من الرصاص وعدد من المسدسات وبندقية كلاشنيكوف في مدينة ليون، وتم اعتقال خمسة اشخاص خلال المداهمات لافتا إلى ان حالة الطوارئ في فرنسا تسمح بزيادة هامش التدخل لدي الشرطة خلال تلك المداهمات.‏

من جهة أخرى ذكرت قناة (ار تي ال) الفرنسية نقلا عن الاستخبارات البلجيكية أن مواطنا بلجيكيا من أصل مغربي يدعي عبد الحميد أباعود يشتبه بانه مول اعتداءات باريس الاخيرة.‏

وأوضحت القناة أن (أبا عود: 28 عاما)، الذي حارب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سورية يعد العقل المدبر للخلية الإرهابية التي فككتها الاجهزة الامنية في مدينة فيرفيه في أوائل العام الجاري.‏

ومن جانبه اكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ونظيره البلجيكي جان جانبون عزمهما العمل سويا في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك في الوقت الذي اظهرت فيه التحقيقات الجارية في الاعتداءات التي استهدفت باريس قبل يومين ضلوع إرهابيين من بلجيكا فيها، وفي هذا السياق نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كازنوف قوله بعد لقائه نظيره البلجيكي في باريس (ان الاعتداءات الدنيئة التي حصلت الجمعة اعدت في الخارج، وشارك في تنفيذها فريق يقيم على الاراضي البلجيكية، وحصل على المساعدة، والتحقيق سيظهر ما في ذلك من متامرين في فرنسا).‏

من جهته قال الوزير البلجيكي خلال مؤتمر صحفي مشترك (ان الاجهزة الامنية في كلا البلدين ستجتمع لاجراء مقارنة وتبادل للمعلومات المتوفرة لديها)، بينما قال كازنوف (نحن مصممون على العمل سويا لتفكيك الشبكات الجهادية، وقد تبادلنا المعلومات، واجهزتنا تتعاون فيما بينها على مستوى عال).‏

في غضون ذلك دعا وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرز الدول الاوروبية إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية بكفاءة وسرعة اكبر للتمكن من التعامل مع المتطرفين مثل اولئك الذين ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية