تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لعبة «الربط»!!

معاً على الطريق
الثلاثاء 17-11-2015
خالد الأشهب

منذ سنوات، وحين كان «الملف السوري» لا يزال ساخناً بين يدي جاسم بن حمد وسعود الفيصل في أروقة جامعة نبيل العربي، استمزج أحدهم الفيصل عن إمكانية دعم «المعارضة» السورية بالمال والسلاح فأجاب الأخير على الفور بأنها «فكرة ممتازة»،

حينئذ كان المال الخليجي منهمراً على عصابات الإرهاب المتشكلة حديثاً في سورية، وكانت صفقات السلاح المشتراة من فرنسا وكرواتيا وغيرها تتحول تباعاً إلى تلك العصابات عبر الحدود التركية، ومع ذلك حاول الفيصل أن يتذاكى ويتجاهل ويضلل ويتحلي بالدبلوماسية في الادعاء بأنها فكرة ممتازة.. كما لو أنه يسمعها لأول مرة، أو كما لو أنها إبداع جديد وغير مسبوق!‏

اليوم، ومع أن مواقف آل سعود لم تختلف، سواء بالمجاهرة في العداء لسورية الدولة والشعب أو بتمويل الحرب الإرهابية الدموية الهمجية فيها وعليها، ومع أنه لم يكن ثمة أحد يضاهي سعود الفيصل لؤماً وحقداً على سورية.. إلا أن شخصية خليفة الفيصل عادل الجبير تبدو إشكالية بمعنى ما، ليس في عمقها السياسي أو مشروعيتها أو حراكها الدبلوماسي فهي خاوية من هذا كله كما سلفها، ولا في تبعيتها وولائها الأعمى لآل سعود التابعين أصلاً لأميركا وهذا ثابت لديها ولدى شخصية السلف أيضاً، بل في غبائها المتعجل ووقاحتها الصادمة وفي انفصالها عن الواقع المحيط بها، وبحيث تبدو تفوهات صاحبها نشازاً حتى في حضور التوافق أو نباحاً دون قمر وفي عز الظهيرة؟‏

ومع أن الجبير وأسياده في الربع الخالي خالين تماماً من أي حق أو مشروعية في التدخل بالشأن السوري على أي مستوى، ومع أنه وأنهم أقل كثيراً من أن يكونوا مجرد لاعبين.. فما بالك بصانعي الألعاب في الإقليم والعالم، إلا أن المتابع لتفوهات الجبير المفاجئة في كل مرة لا يستعمل فيها غير لسانه .. وفي الخلفية الذهنية للمتابع أن هذا الرجل يمثل كياناً بدائياً همجياً لا يملك من متاع الدنيا وحضاراتها وأنسنة مجتمعاتها سوى الحقد والغريزة والمال الحرام، الصاعد إليه بالصدفة من باطن الأرض نتيجة خطأ جيولوجي كما يقول هنري كيسنجر، هذا المتابع تأخذه الدهشة وهو يرى رجلاً مرتبكاً حتى في إصراره الأعمى على ارتداء الزي الشعبي لصحرائه، متسرعاً للحديث في موضوع واحد، حاقداً ناقماً ثأرياً في تقولاته إلى حدود العته والمرض، خاوياً إلا من غريزة القطيع الذي يسوقه الذعر دائماً إلى مكان واحد.. محاولة النيل من سورية وقيادة سورية!‏

غير أن صمت حلفائه الأميركيين ومدارتهم له وإصرارهم على إشراكه في كل شأن سوري هو ما يفسر هذه العاهات في شخصية الجبير، بل ويفسر تماديه بالتصريح والتلويح ويعلل غنجه الوقح باعتباره الوجه تحت القناع الأميركي أو القناع على ذلك الوجه، فما يخجل منه جون كيري أو يناور أو يداور فيه.. يردده الجبير والعكس غير صحيح، ولو لم يكن الأمر على هذا النحو من توزيع الأدوار وتشغيل الأدوات الأميركية.. لما كان لأميركا أن تحتاج لعبة من نوع «الربط» أو الشحن المسبق.. تنطلق للترديد أو الضرب على الطبل كلما طلب إليها!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية