|
افتتاحية الذي بات قاب قوسين أو أدنى من أن يكون سالكاً آمناً برعاية أبطال جيشنا الباسل، هل هو الخيار الوحيد المُتاح؟ أم هو أحد خيارين لا ثالث لهما؟ الفرار كخيار، لن يَقتصر على المَدحورين عن سراقب والعيس ومعرة النعمان، بل يَشمل الحثالات التي اختطفت إدلب المدينة، وريفها المُمتد خضرة، الساحر بجمال تلاله ووديانه، أريحا، جسر الشغور، كفرنبل، سلقين، حارم .. وباقي القرى والبلدات و«المدن المَنسية»، كلها ستعود، ستَنفض عنها الغبار العالق على زيتونها وحبّات الكرز والتين، إذ لا خيارات أمام اللص ومُشغله الأميركي ومُرتزقتهما سوى الفرار أو التحول أشلاء، إلا الذين استجابوا لدعوة إلقاء السلاح كخطوة أولى قبل الانخراط بتسوية أوضاعهم. ما بدأ، سيُستكمل، لن يتوقف قبل أن تنتهي المهمة باستعادة الجغرافيا السورية نظيفة من التكفيريين، وسيكون واهماً اللص أردوغان، وكل من يدعمه من واشنطن إلى الخليج، إذا ظن أن الخلط متاح بين مسار دحر الإرهاب، ومسارَي أستانا وجنيف، وستكون جوقة العدوان مُنفصلة عن الواقع، إذا اعتقدت بجدوى إقامة المزيد من حفلات الصخب في نيويورك، سواء لجهة العمل على استنقاذ المُرتزقة بمحاولة عرقلة تقدم بواسل جيشنا، أم لناحية الاشتغال على اجترار مسرحيات الكيماوي والنفخ في فبركاتها. لا يخفى أن آخر حفلات الصخب والضجيج التي شهدها مجلس الأمن الدولي كانت مُخصصة للتشويش على حركة الميدان المُتسارعة باتجاه سراقب من بعد المَعرة، صحيحٌ أن صوت الباطل ارتفع فيها كمحاولة - ربما لن تكون الأخيرة - للتغول بالفبركة والكذب، إلا أن صوت الحق كان بعلوّه أكثر رفعة، لم يترك مساحة أمام أطراف العدوان حتى لالتقاط الأنفاس، كذا كان بيان سورية: التنظيمات الإرهابية نقضت 17 اتفاق هدنة بعد ساعات على إعلانها، اللص أردوغان يُوطن إرهابيين أجانب، فهل يُراد لعداد تلك الاتفاقات ألا يتوقف، بينما يُواصل الإرهابيون اعتداءاتهم وأسر أعداد كبيرة من السوريين واتخاذهم دروعاً بشرية؟ وهل يُراد إتاحة الفرصة ليَستكمل اللص إجراءات التغيير الديمغرافي وتوطين الحثالات، بينما يتملص من «سوتشي» و»أستانا»؟ باحتراق أوراق العدوان، يقيناً احترقت كل الطروحات التي يتسول بها أردوغان هدنة جديدة، وبالمُطلق لن يُسمح له باستمرار محاولات العبث التي تعكس حالة التورم العثمانية وتضخم الذات الأخوانية لديه، مِصداقُ ما نحن مُتيقنون منه أنّ حفلة الصخب انتهت، بينما صار جيشنا الباسل في العيس، وقد التقى الأبطال على تلتها الإستراتيجية يَرفعون علم سورية خفّاقاً يَختطف الأنظار، له تَنبض الروح وتخفق القلوب، وليس سواه يُوقظ اللهفة بالنفوس. لا شك، كل خطوة سيادية سورية باتت تفضح رعاة الإرهاب الدوليين منهم والإقليميين، تُعريهم في مسارات الميدان كما على منابر السياسة، وقد بات واضحاً أنه إذا كان ثقل الإرهاب الذي يدافعون عنه راح يُضيق عليهم الخيارات التي تتراوح بين حدي الاستدارة، بمعنى ممارسة الفرار كفعل يُخفف حجم الهزيمة، أو الإنكار الذي يقودهم للانتحار، فإن خيار الإرهابيين يبدو مُغلقاً على مُعادلة الفرار أو الفرار، نظراً لتخلي مُشغليهم حتى عن إعداد صناديق خشبية تضم أشلاءهم القذرة. |
|