تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


« M4» وتعثر واشنطن في طريق الجيش السوري

Eastern Outlook
دراسات
الاثنين 10-2-2020
ترجمة: ليندا سكوتي

سارع المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري في الانطلاق إلى أوروبا أواخر شهر كانون الثاني بغية تكثيف الضغوط الاقتصادية على دمشق لكون الجيش السوري اقترب من مواقع المسلحين في محافظة إدلب.

ورغم غرابة الدوافع التي تدعيها الولايات المتحدة لفرض المزيد من العقوبات على سورية إلا أن الواقع يؤكد أن ما تحقق من انتصارات مدوية ضد المجموعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة يشكل السبب الرئيس لإتباع الولايات المتحدة هذا النهج، وفي حقيقة الأمر فإن تلك المجموعات المارقة ليست سوى مجموعات حليفة لواشنطن وأنها مازالت تتلقى «الدعم» على شكل أسلحة بغية تمكينها من السيطرة على الأراضي السورية، وعلى هذا النحو، فحين كان الهدف من اغتيال الجنرال سليماني عرقلة المشاركة الإيرانية في العمليات ضد داعش في العراق وسورية، فإن النجاح الأخير الذي حققته القوات السورية أظهر بشكل لا لبس فيه ولا غموض أن الولايات المتحدة قد فشلت مرة أخرى في تحقيق مآربها، وأن تصرفاتها الأخيرة لم تهدف إلا إلى اختلاق الصعوبات والعراقيل أمام سورية وحلفائها.‏

في بيان صحفي نشر بتاريخ 27 كانون الثاني، قال مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تراقب «الوضع في شمال غرب سورية حيث تشن القوات السورية وروسيا «هجوما» على إدلب وغرب محافظة حلب». واستطرد القول: «إن الولايات المتحدة تبذل المساعي لاتخاذ إجراءاتها الدبلوماسية والاقتصادية القصوى ضد دمشق وأي دولة تساهم في تنفيذ تلك الأجندة».‏

من دواعي الاستغراب ألا نجد مايك بومبيو يأتي بأي إشارة إلى الجماعات المرتبطة بالقاعدة وتلقيها الدعم العسكري بما في ذلك صواريخ تاو الأميركية المضادة للدبابات، الأمر الذي يعطي مؤشراً على أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقحام نفسها بشدة في سورية بالوقت الذي تتجه به القوات السورية نحو استعادة كل شبر من أرضها، لكن واشنطن، كما هو واضح، لا ترغب بحدوث ذلك الأمر، ولاسيما أن تحقيق مثل هذا النصر يتم بمؤازرة ودعم حليفتها إيران.‏

وبشأن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في سورية فقد ذكر مسؤول أميركي -رفض التصريح عن اسمه- في صحيفة ذي ناشونال انتريست «أن السياسة الأميركية على المدى الطويل قد اتبعت مساراً واحداً كرره الرئيس ترامب ومايك بومبيو والكونغرس والكثير من المسؤولين الأميركيين علناً ويقوم على أنه يجب العمل على إضعاف التحالف بين سورية وإيران الأمر الذي يجعل من الضغوط على سورية جزءاً من الحرب الأميركية على محور المقاومة، وإزاء ما نشهده من استمرار القوات السورية، التي تحظى بالدعم الروسي والإيراني، بعملياتها لتحرير أراضيها وتطهيرها فإن احتمالات نجاح الخطة الأميركية يبقى ضرباً من الخيال.‏

أما فيما يتعلق بمسألة إلحاق الهزيمة بالخطط الأميركية فتتمثل الاستراتيجية السورية التي تؤيدها روسيا بتحرير أكبر مساحة من الأرض السورية بالسرعة القصوى بغية إجهاض الخطط الأميركية.‏

وعلى سبيل المثال، تعد الانتصارات الأخيرة في بلدة معرة النعمان تطوراً مهماً لكونها بوابة لتحرير شمال سورية.‏

والجدير بالذكر أن بلدة معرة النعمان تقع على الطريق السريع «أم 4 «الذي يتمتع بمزايا استراتيجية مهمة. إذ يربط هذا الطريق المناطق الغربية من سورية، مع المناطق الشمالية الشرقية ويمتد على طول الحدود التركية، وتعني السيطرة السورية على هذا الطريق أن قوات الجيش السوري وحلفاؤه الروس ستتمكن من القضاء على مجموعات القاعدة.‏

إضافة إلى ذلك، يمثل «أم 4» جزءاً من الطريق البري الى إيران عبر العراق ومن ثم سورية وبعدها لبنان، فاسترداد البلدة من قبل القوات السورية يفسر سبب موجة الغضب التي اجتاحت واشنطن وأثارت غضب مايك بومبيو وفريق الصقور في وزارة الخارجية، الأمر الذي قاد بهم للدعوة إلى فرض المزيدة من الضغوط على سورية.‏

من الواضح أن الغاية السورية والروسية تنصب على معالجة الوضع القائم وتسريع تحرير الأراضي السورية وإجهاض الخطة الأميركية القائمة على تعزيز المجموعات الإرهابية وإبقاء البلاد في حالة من الفوضى والصراعات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية