تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ممارسات خاطئة

بلا مجاملة
الأحد 15/7/2007
هيثم عدرة

ثمة عادات كثيرة نمارسها ونقوم بها بشكل يومي دون أن نفكر بانعكاساتها السلبية على الواقع البيئي سلبا أو إيجابا إما لجهل منا بنتائجها على المدى القريب أو البعيد أو أحيانا استهتارا ولا مبالاة وهنا نأخذ جانبا ربما نعيشه ونشاهده كيفما تجولنا وهو انتشار المواد البلاستيكية وأكياس النايلون التي نرميها بشكل عشوائي داخل البساتين والأراضي الزراعية وفي الغابات والمتنزهات والحدائق العامة أثناء قيامنا بالرحلات

ويبدو أن كلاً منا يتعامل مع اللحظة التي يعيش بها دون أن يعطي لنفسه فرصة للتساؤل عن مدى تأثير ذلك على التربة بشكل عام وأضرار هذه المواد البلاستيكية وأكياس النايلون والعبوات واختلاطها بالتربة لتصل إلى المزروعات بكافة أشكالها وأنواعها لتشكل بؤرة مناسبة لتفاعلات كيميائية لها تأثيراتها إن كان على المدى القريب أو البعيد.‏

هذه المواد البلاستيكية التي نراها منتشرة في كل مكان وكيفما اتجهنا تهدد الحيوانات في المراعي وبالتالي تهدد بدورها الإنسان من خلال انحلالها في الأراضي الزراعية ويمكن القول إن التنبيه لمخاطر ذلك يأخذ منحى تصاعدياً عبر الندوات والمحاضرات التي تقام لتوضيح مخاطر هذا التلوث ولا بد من حملات تطوعية في سائر بلداتنا ومناطقنا من خلال حملات تنظيف للأراضي الزراعية والحقول والغابات لتطهيرها من هذا الخطر القاتل وهذا يتطلب من الجميع تقدير حجم الأضرار لهذه المواد البلاستيكية وقد تكون المشكلة أكبر في الأرياف من خلال رمي هذه النفايات حول المزروعات دون معرفة أضرارها على جميع الكائنات الحية.‏

إن مادة البلاستيك أضحت أمرا واقعا نستخدمه في حياتنا اليومية بشكل دائم فاستهلاك الأسر لهذه المادة في حفظ الحاجيات والخضراوات بات الأكثر شيوعا بالإضافة إلى عبوات المنظفات والمشروبات الغازية وغيرها وهنا يجب أن نعترف بازدياد انتشار هذه الظاهرة وخاصة في فصل الصيف حيث تكثر الرحلات إلى الطبيعة وقلة هم من يرمون هذه المواد بعيدا عن الأراضي وفي أماكنها المخصصة وهنا تبدأ المشكلة بشكل تراكمي من خلال انحلال هذه المواد البلاستيكية التي تتحول إلى مواد مسرطنة عندما تلامس الغذاء فلا بد من إيجاد بدائل ولكن حتى يتم ذلك تبقى الوقاية خير علاج.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية