|
فضائيات فظلت جميعها مخلصة لقيم التيارات السياسية التي تقف خلفها, حريصة على التبشير بنظرياتها تجاه الحرب وأحداثها ونتائجها, حتى لو كان في ذلك تجاهل لمهنية البعض منها, ومتطلبات عملها الاحترافي لصالح تلك التيارات. وعليه كان من الطبيعي أن تستعيد عدد من القنوات اللبنانية حرب بلادها من بوابة الحديث عن الخسائر الاقتصادية والبشرية التي تكبدها لبنان جراء العدوان, لتصمت بعدها عن الانتصار المباح. في كل حكاية كانت تروى عن الحرب في تلك القنوات, كانت ثمة بداية واحدة: (أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين), كان ثمة تفاصيل واحدة عنها: (موت وخسائر ودمار..), وكانت الحكاية في كل مرة تغص بنهايتها فتتجاوز انتصار حزب الله في حرب الأيام الثلاثة و الثلاثين..مكتفية بالنهاية ذاتها ( وقف العمليات العدائية), وهو التعبير ذاته الذي تضمنه القرار الأممي (1701)الذي صاغته أمريكا ودموع السنيورة. لن يبدو غريباً ألا يقرأ بعض اللبنانيين ما كتبه وأقره الإسرائيليون بنتيجة هزيمتهم في الحرب, فالقراءات الصحيحة له يعني خسارة جولة سياسية, سعوا ألا يخسروها حتى لو كلفهم الأمر خسارة البلد..وبالتالي كان لابد من زووم كاميراتهم التلفزيونية أن تضيق حتى تغص بمشاهد الدمار, وبنحو 5600 شهيد وجريح, وبمليون قنبلة عنقودية أسقطت على لبنان خلال 33 يوماً...على أنها نتائج (المغامرة غير المحسوبة) لحزب الله. وبعد عام من الانتصار.. لم تستطع حتى الآن شاشات البعض اللبناني على اتساعها لحلبات الردح, أن تستوعب صور فلول الجيش الإسرائيلي المهزومة, ومقابر الميركافا في الجنوب, وأرتال الآليات المعطوبة, ودموع الجنود الإسرائيليين, وحريق البارجة (ساعر), ويد المقاومة العليا في معركة حيفا وما بعد حيفا, وما بعد بعد حيفا..فأثرت العودة إلى أرشيف الدمار على إنه استعادتها لذكرى حرب تموز, إلا أن حقيقة انتصار المقاومة فيها ستبقى تدحرج أمامها ولو كرهت شاشاتهم. manmaher@hotmail.com |
|