تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قنوات (sms).. سذاجة البعض عند البعض فوائد

فضائيات
الأحد 15/7/2007
سونيا سفر

(حبيب البنات: موجود للجميع..أنا اللي بحب الدلع),(الدلوعة: بدي احكي مع شب حلو و دلوع متلي أنا), (مين فيكم حلو متل وطفة.. يابنات عاااااشو الجينزات)...

هذه العبارات وغيرها المئات ليست كلمات عابرة يتناقلها العامة فيما بينهم ولا مجرد رسائل انترنت خفية.. إنها مضمون محادثة علنية تجري في أشرطة مخصصة لها في عدد من القنوات العربية.‏

الحكاية بدأت مع شريط الكتروني في أسفل شاشات القنوات الإخبارية, سعياً لوضع المشاهد في صورة دائمة لأهم الأخبار وخاصة العاجلة منها, وهو الأمر الذي لاقى الكثير من التقدير والأهمية.إلا أن الشريط الالكتروني المتحرك سرعان ما انتقل إلى القنوات ذات البرامج منوعة مع تعديل بسيط لصالح أفكار هدفها أساسي المردود المادي أولا وأخيراً, فسخرت هذه الفضائيات الشريط الالكتروني المتحرك لخدمة محبي الشات ومدمني التحدث والتعرف على أصدقاء...‏

المهمة بالكامل تولتها بداية قنوات الأغاني ثم لحقت بها قنوات تخصصت فقط بالشات وبعض العروض الأخرى..أما مضمون ما يكتب في الشريط فقد بدا متماشياً مع محتوى القناة ومستواها فتضمن بعضها مجرد كلام لتبديد الملل كالعبارات النثرية وإرسال التحيات والتهاني فيلا حين حفلت الأشرطة الالكترونية في قنوات أخرى بكلمات فارغة ليس لها أي قيمة أو معنى لا بالألقاب التي تشارك ولا بمضمون العبارات, فنقرأ في قنوات )الغنائية, الشبابية, أنغام, سترايك, مرح...,( نماذج من الألقاب والعبارات التالية: (الأنيق الأسمر: يامذيعات ياحلوين اضحكوا اكتر...سهم المشتاق: أنت الزعيم أكيد في كرشك نياهاها...شيبوب انا جوعان وخاطر على بالي ضب مشوي..كوكو بياكل مجدرة مصفاية...).‏

العبارات السابقة بدت صنيعة جمهور(طائش), لكن حساب البزنس لبعض القنوات, جعل من طيش الجمهور وسذاجته باب لمزيد من المردود المادي, فنجد مثلاً أن قناة (hi tv ( أجرت مسابقة لاختيار) لملك وملكة الشات ( ورصدت له جائزة مقدارها 00001ريال سعودي, وجرى التصويت لمرشحي هذه الألقاب: أسير الهوى, غنام هجمة مرتدة- دلوعتكم أنا- حلوة الحلوات-المثيرة. ولأن اللعبة راقت لأصحاب هذه الفضائيات, بدأت شاشتهم بتجاوز التشات نحو بدع أخرى فصارت المشاعر والعلاقات العاطفية , بل وقضايا الزواج والطلاق مرتبطة بما يقرره كومبيوتر الفضائية التي راحت تعلن عن قدراتها بالإعلان التالي: (أرسل sms لمعرفة مدى التوافق بينك وبين الشريك(. والمفارقة أن وصفة الكمبيوتر ذاتها كانت تتكرر للعشرات السذج, ولعل ما يثير الضحك والغضب بآن معاً, هو ما يقرره الكمبيوتر بكل سطوة, فيقول للثنائي فاطمة ومحمد) فاطمة تحب المساج ومحمد كسول ما تنفعوا لبعض(, وينصح الثنائي سعيد وعبير) انسوا الموضوع سعيد غبي وما بتستمروا( ولآخرين يهددون: (شوفوا أولادكم شكلهم أيه حايكون) مع وضع صورة لشكل قبيح مثلا. البعض قد يتجاوب مع هذا النوع من المشاركة لمجرد التسلية لمرة واحدة ولكن الأسماء نفسها احيانا كانت تتكرر ومجرد تكرارها وتجددها كل عدة ثوان فهذا يعني دون أدنى شك قدرتها على جذب الكثيرين...وهنا تكمن خطورتها.‏

المسألة بدأت بشريط الكتروني إخباري, وانتهت (بوباء التشات) ومعه استشراء هذا الوباء في جسد الإعلام العربي, نحن على موعد, بلا شك, مع مئات من المحطات المشابهة, تستغل أصحاب التفكير الساذج والسطحي, وتزيدهم سخفا وسذاجة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية