|
فضائيات على نحو لم يجد في الذكرى الأولى للحرب سوى تكرار العبارات الممجوجة ذاتها عن (الخسائر الكبيرة التي وقعت في لبنان, وكان من الممكن تفاديها), مؤكداً أنه (كان من الأجدى ألا يدخل لبنان الحرب, ولاسيما أنه كان يعد العام الماضي لحصد مئات الملايين من الدولارات من نحو مليوني سائح يفترض دخولهم مناطق الاصطياف اللبنانية), وقريباً جداً مما يردده معارضو خطوة حزب الله الاستباقية, راح ينقل (علي نون) صورة الدمار الذي لم يزل يعم معظم المدن اللبنانية, ويعيد توصيف صورة لبنان الجديد.
لا يبدو أن (علي نون) قد قرأ ما أورده تقرير (فينو غراد) عن الحرب, لا يبدو إنه يعير اهتماماً لكل ما يقال ويعترف به الإسرائيليون أنفسهم من أن الحرب كانت واقعة, ومعدة مسبقاً, وأنها أكبر من حرب لاستعادة جنديين, وأنهم هزموا...لعل مراسل العربية في لبنان, اكتفى بما صرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة , حين عبر أولمرت عن سعادته بالهدوء الذي يسود الحدود, ليدرك أن عدم دخول الحرب كان أجدى...في وقت ظل انتصار المقاومة عصياً على فهم هذا المراسل (الأمين), ثقيلاً على لسانه. حال مراسل العربية في لبنان من حال قناته هي الأخرى لم تر في مقاومة حزب الله للعدوان الإسرائيلي, سوى أسراه في إسرائيل خلال الحرب الأخيرة, فسارعت إلى بث حصري للقاءات معهم قبل يوم من ذكرى الحرب, فما يبدو عربون تحية من أولمرت الذي منحته (العربية) فرصة ترميم ثوبه السياسي والعسكري المتهالك بالظهور عبر شاشتها في لقاء مع مراسلها في القدس قبل الذكرى بثلاثة أيام. وكانت العربية قد بثت على مدار هذه الأيام تقارير إخبارية تستعرض بانوراما أحداث الحرب وما سبقها على طريقة (دس السم بالدسم), فقدمت صكوك الغفران لدموع السنيورة, وأسقطت من ذاكرة استعراضها السابق الهجوم الكلامي الذي نال من حزب الله في تصريحات لقادة عرب. ببساطة فقدت قناة (العربية) بوصلة مهنيتها, فبات من الطبيعي ألا ترى في انتصار حزب الله سوى خسارة مليوني سائح. |
|