|
شؤون ثقافية
لويس لانديرو مبدع لظروف ولشخصيات نرى فيها أنفسنا فهي تجعلنا نغوص في أعماق شخصيتنا المخفية فمنذ أن نشر روايته الاولى (ألعاب السن المتقدم ) التي كانت حدثاً هاماً في عالم الادب تحول الى واحد من كبار الروائيين في اللغة الاسبانية , قدم الى دمشق ليقدم محاضرته ( من كتابة الرواية ) في المعهد الاسباني ثربانتس , دمشق هذه التربة القديمة والعميقة مثل الروح الانسانية التي يعرفها هذا الكاتب الكبير . الكتابة شيء فطري تحدث الكاتب على انه وعلى الرغم من أنه روائي ولكنه لم يستطع بدقة ان يحدد ما هو فن كتابة الرواية فأستاذ الآداب يعرف كيف تكتب الرواية لكنه لايعرف كيف يكتبها أما الكاتب لايعرف كيف تتم عملية الكتابة ومع ذلك يعرف كيف يكتبها, إن هذا الفن برأيه يعلمنا ألا نخطىء وان نفعل مالايجب ان نفعله وبرأيه انه لايوجد روشيته جاهزة لهذا الفن فهوفن المغامرة ويجب علينا ان نغامر. فن كتابة الراوية هو فن الملاحظة ,كيفية هذه الملاحظة واستخلاص العبر وان يكون هناك مقدرة على صياغة الاشياء . جميعنا لدينا الخبرات والممرات ولكننا لاننتبه الى هذه الاشياء وعندما تتوقف الملاحظة سنكتشف ما الحقيقة فنحن نعيش بسرعة كبيرة لاننتبه الى تفاصيل الحياة ونتجه نحو العادات والتقاليد وهي أسوأ أنواع المعرفة . ( في بلاد بعيدة ) بداية الحكاية ولدت في مدينة كانت تغص فيها الحكايات وتحولت الى كاتب عندما بدأت بصياغة طريقة لسماع الاشياء ثم هاجرت الى مدريد وهناك أدمنت الشعر واكتشفت انني عشت في زمن بعيد والحنين الذي كنت أشعر به حول ذلك الى قصائد شعرية , حملت الروائع والبذور داخلي منذ طفولتي . كانت القصص والحكايات تحمل كلمات سحرية وشاعرية كلمات بسطية لكن الشاعر يستطيع ان يحولها الى كلمات هامة ويعيد خلقها من جديد . عولمة الحكاية القصص والحكايات مرت من بلاد الشرق وانتشرت الى أوروبا , جدتي كانت تحكيها فهي ليست مفهوماً حديثاً فهي قديمة في المفهوم الادبي وكانت تنتشر عبر الرحلات التي كان يقوم بها الانسان , هذه القدرة الروائية التي يتمتع بها الاشخاص بدؤوا يخسرونها مع تراجع القصص الشفهية وبدأنا نخسر الكثير من المعارف وان الحضارة تدين بالكثير الى هذه القصص فالخبرات اليومية كانت تتحول الى روايات لنعرفها الى الاجيال القادمة فالحكاية تحمينا من الموت والنسيان. ذاتية الكاتب الكاتب يجب ان يخلق عالمه الشخصي وكل انسان له عالمه وقصته بداخله والكاتب يجب ان يكون ذاته , كلنا مختلفون كما البصمات ومعايير الوجه وطريقتنا في رؤية العالم والتعرف عليه , ولايمكن تكرارنا وبذلك نكون أنفسنا , على الاديب ان يبحث عن هذا العالم وان يعرف نفسه . فن الرواية هو نبض الحياة الكاتب يشعر بنبض الحياة وعلى الادب بجميع أنواعه ان يشعر به فبعد كتابة الكلمات تبدأ بالنبض ويجب على الاديب ان يكتب بالدم وفن الرواية هو فن النظرة والرؤية وأخاف ان يضمر قلبي وتغمض عيناي . ان أحد طرق تحويل المغامرة الى قصة هو الحلم وعندما نذهب من القصة الى الحياة وبالعكس , من الاحلام الى الواقع , من الروائع الى الفظائع هذا مهم في عملية الكتابة ,الادب ليس نوعاً من التسلية وحياتي معروفة في كتبي وخاصة في روايتي الاخيرة التي تعكس علاقتي بوالدي هذه البذرة الاولى وتتكون من السيرة الذاتية التي تعلمت منها العبر وبعد ذلك دخلت الى عالم الخيال فشخصياتي من عالم الواقع والخيال. |
|