تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشهب مهرجان من الأضواء في عتمة الليل

فلك
الثلاثاء 20-11-2012
يطلق اسم الشهب على ظواهر الضوء أو الحرارة أو التأين ، و في بعض الأحيان الصوت الناتجة عندما تدخل حبات الأتربة من الفضاء الخارجي غلافنا الجوي فتحتك به منتجة الظواهر السابقة على ارتفاعات كبيرة تتراوح بين 80 و 120 كم.

ويعتمد مقدار اللمعان الذي نراه للشهاب على كتلة حبة التراب وحجمها وسرعتها عندما تدخل الغلاف الجوي . وهي إن كانت كبيرة أحدثت ما يسمى الكرة النارية ،ويكون لمعانها كبيراً،أشد من لمعان الزهرة معطية ذيلاً ذا ألوان مختلفة كالأزرق أو البرتقالي أو البنفسجي ، وفي حالات نادرة قد يسمع لها صوت.‏

ويعرف المذنب بأنه جرم يتألف من رأس لامع صلب محاط بهالة كالغلاف الجوي، وحين يصطدم بالرياح الشمسية يتوهج ويمتد منه ذيل طويل أو ذيلان يتشكل من الغازات التي تنحل وتتبخر من الرأس ، أحدهما من غبار والآخر من غاز.‏

ومدار كل مذنب مختلف عن مدارات المذنبات الأخرى بزوايا كبيرة ، باختلاف رصدها من على سطح الأرض، وهي تدور حول الشمس بحركة عقارب الساعة تماماَ.‏

وتصنف الشهب إلى قسمين بناء على انتظام حدوثها:‏

1 ـ عشوائية فرادى ،وهي التي نراها عرَضاً في أي وقت ، وفي أي جهة ، حيث تتواجد حبات الأتربة في الفضاء القريب من غلافنا الجوي ، و كثيراً ما يحدث أن تدخل هذه فتسبب ظاهرة الشهب.‏

2 ـ دورية منتظمة، تأتي في زخات معروفة الموعد سلفاً، وتنتج من مخلفات المذنبات عادة في مداراتها حول الشمس .‏

وأي مذنب يتخذ مداراً حول الشمس شديد الاستطالة، ويخسر في كل دورة له حول الشمس جزءاً من كتلته ، فتتناقص كتلته مع مرور السنوات بنسبة ما،وقد يستمر ذلك لعشرات آلاف السنين .‏

وتنتشر هذه المخلفات في الفضاء ، حيث تكون مركزة في مدار المذنب بادئ الأمر،وما تلبث أن يقل تركيزها بسبب انتشارها.‏

و بما أن الأرض تدور حول الشمس بشكل منتظم،فإنه لا بد أن تمر ببعض مدارات هذه المذنبات ، فتعبر هذه المخلفات جو الأرض فتحدث ظاهرة الشهب،لذا فإن كل زخة شهابية منتظمة تحدث بسبب مذنب معروف في أوقات محددة سنوياً .‏

وتسمى الشهب نسبة إلى المجموعة النجمية التي تبدو هذه الشهب منطلقة منها ، فمثلاً هناك شهب البرشاويات نسبة إلى مجموعة برشاوس حامل رأس الغول،و شهب الثوريات نسبة إلى برج الثور،و شهب الأسديات نسبة إلى برج الأسد، أما النقطة التي تبدو ظاهرياً مصدراً لهذه الشهب فتسمى نقطة الإشعاع.‏

ولا شك أن التلوث الضوئي أهم عائق،لذا لا بد من منطقة رصد بعيدة عن أجواء المدن والمناطق المأهولة ،ومن ضمن المعوقات ضوء القمر وخاصة إن كان بدراً أو قريباً من البدر،و قد تحدث ذروة زخة الشهب متزامنة مع وجود الشمس و هذه مشكلة أكبر،وكثيراً ما تكون الغيوم سبباً في توقف الرصد البصري أيضاً ،و لهذه الأسباب كان الرصد الراديوي حلاً مثالياُ .‏

ولا يشاهد من بقعة ما على الأرض سوى بضعة شهب في الساعة بينما الزخة تتعدى في الذروة مئة شهاب وحين تصل إلى ألف شهاب في الساعة فإنها تسمى عاصفة كما حدث عامي 1966و 1999.‏

ويشكل الذيل الغباري أو الغازي أو كلاهما في بعض المذنبات من نواة المذنب الصلبة ،ويصل قطر بعضها إلى 16 كم ،وينتج الذيل عن ضوء الشمس والرياح الشمسية المشحونة كهربائياً التي تدفعها عكس الشمس ويبلغ طول ذيل بعض المذنبات أكثر من 150مليون كم.‏

ويبلغ قطر نواة بعض المذنبات حوالي 16كم أو أقل، وقطر ذؤابة بعض المذنبات حوالي 1,5 مليون كم.‏

ويهطل يومياً على محيط الأرض حوالي 8 بلايين شهاب ،ويتعذر رؤية معظمها بسبب اللمعان الخافت لها،وتفاوت الليل والنهار على كرتنا الأرضية ، وهذا ما يؤكد أنه يسقط على الأرض من الغبار الكوني يومياً من10 إلى 100 طن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية