|
شباب أكثر من خمسين شاباً وشابة تطوعوا بالتعاون مع مجلس مدينة سلمية للقيام بحملة بيئية في شوارع المدينة. أسامة حربا أمين رابطة الشبيبة معجب جداً بهذه الطاقة التي بدرت من الشباب بدافع ذاتي دون أن ينتظروا مكافأة أو مالاً لقاء عملهم ويقول: على مدى أسبوعين كانت هذه الشبيبة تنقسم إلى ثلاث مجموعات وتتوزع على منصفات الطرق في مواقع الكورنيش وطريق حماة - سلمية - والفردوس وطريق حمص - سلمية. ويؤكد أن عمل الشباب في هذا الوقت بالذات له أكثر من دلالة عدا عن أنه حملة بيئية تهدف إلى تنظيف المنصفات والجزر من الأعشاب اليابسة التي هاجمت جمال الشجيرات وتنظيف حفرها تمهيداً لسقايتها وانعاشها فإن أسامة أراد أن يقول: إن القيام بهذه الحملة هو عمل وطني حيث يتحدى الشباب كل الفوضى التي تحدث بين الحين والآخر ليعلنوا أنهم دائماً تحت ظل الوطن على استعداد للقيام بكل ما من شأنه تطويره وإبرازه بالصورة الحضارية وتعزيز ثقافة العمل لا العطالة وتعطيل العمل. أما الشباب فيقولون: نحن ملتزمون بالعمل يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، نرتدي الزي الشبيبي ونخرج للعمل متفائلين كل يوم بيوم أجمل وأكثر إشراقاً، نحمل الفؤوس ونقطع الفروع اليابسة وننظف كل ما يسيء إلى جمال الأشجار في المنصفات وندعو الجميع إلى المساهمة في الأعمال الطوعية لأنها متعة حقيقية لا يمكن لنا أن ننسى أننا نقوم بعمل مهم للمدينة وللوطن رغم أننا غير معتادين على العمل في حر الشمس وغير معتادين على حمل الفؤوس إذ إننا نمضي السنة في الدراسة وفي العطلة الصيفية نرتاح من عبئها إلا أننا سعداء خلال هذه الأيام لأننا ننتج عملاً يشكرنا عليه المجتمع. إحدى السيدات التي تجاوزت الستين استعادت أيام نشاطها وحملت فأساً وساعدت هؤلاء الشباب في العمل لفترة قصيرة من الزمن وبثت ما في داخلها حباً واحتراماً من قبل المجتمع لهم ولجهودهم. بعض الأسر استضافتهم وقدمت لهم المياه الباردة والشاي أثناء استراحاتهم بالعمل، ولعل بادرة أخرى تقوم بها هذه الروابط تدعو بها لزراعة الأشجار من قبل الشباب المتطوعين وفق خط أخضر تزدان بها المدينة ويحفر كل شاب وشابة اسمه على جذع شجرة يسقيها كلما رآها عطشى لأن المشكلة في سلمية ليست في الزراعة بل في السقاية بسبب الجفاف الذي تعانيه المنطقة. |
|