|
شباب بينما غايتها.. تجارية بامتياز!! فأفردت لها مساحات واسعة على خارطة تلك المحطات لتحتل ذروة المشاهدة وتلعب على وتر الشهرة والمال فيصبح الهاجس الأكبر لمعظم الشباب تحقيق ذلك من خلالها، عدا عن تعريب البرامج الغربية وتحويلها إلى نسخ
كربونية لا تمت لمجتمعنا بأي صلة، ضاربة عرض الحائط بحالة التشتت التي تخلقها عند أي شاب بين ما يُضخ له عبر الفضائيات وما يعيشه في واقعه. آثار سلبية كثيرة تترسب في قعر مجتمعاتنا خاصة في الوقت الراهن الذي أصبح فيه الإعلام بوسائله المختلفة وفضائياته المتنوعة اللاعب الأساسي والمحرك الأول لاتجاهات الشباب وآرائهم، فقد خرجت تلك القنوات من إطار الترفيه وتمضية الوقت... لتلعب دورا خطيرا في عملية التنشئة الاجتماعية حسب تعبير د.مجدي الفارس أخصائي في علم النفس الإعلامي الذي رأى أن الإعلام اليوم فرض إيقاعا خاصا على نمط التنشئة الاجتماعية والتربية في مجتمعاتنا, فوسائل الإعلام دخلت دون استئذان إلى بيوتنا والى كافة الشرائح الاجتماعية ودخولها السريع ترك آثارا سلبية بدأنا نحصدها عبر السلوكيات الخاطئة التي بتنا نراها وخاصة عند فئة الشباب.وأشار إلى أنه خص الشباب لأن الإعلام بدأ يوصف بأنه إعلام شبابي، أي إيقاعه سريع ومضمونه سطحي في كثير من الأحيان ويهدف إلى إشباع حاجات آنية، وأوضح بأن سلبياته من سطحية وغيرها ليست من صفات الشباب. وركز خلال دردشتنا على الصفات الانفعالية والمعرفية والنفسية لدى الشباب منها حب التغيير السريع والتمرد على الواقع ومنها اللجوء إلى الحلول السريعة وهذه الصفات أشبه بمرحلة المراهقة من حيث إيقاعها, ولذلك بدأ الإعلام يحاكي الشباب بإيقاعه السريع الذي يتناسب مع خصائصهم النفسية، لذلك نرى أن الكثير من البرامج تتوجه نحو الجانب الانفعالي لدى الشباب. الخطوط الحمراء؟!؟ متخذة لنفسها ركنا خاصا بالطرب والغناء لكنها... أبعد ما يكون عن عالم الموسيقا وأقرب إلى لغة الجسد!! فضائيات الفيديو كليب أو تلك الفضائيات الانفعالية والغرائزية كما وصفها دكتور الفارس لأن مضمونها المشبع يحاكي الغرائز الإنسانية فقط. فالمضمون الجنسي مشبع كثيرا في هذه القنوات، وهنا تكمن الخطورة الأولى التي تتمثل بمحاكاة خاصة أساسية غير مشبعة لدى الشباب ومن الطبيعي أن يبحث الشاب عما يشبع غرائزه في مثل هذه القنوات, لذلك نرى كم المشاهدة المرتفعة من قبلهم لمثل هذه الفضائيات. أما الخطورة الثانية تهدف إلى تقطيع الفكر والانتباه لدى من يتابع هذه القنوات عبر الإيقاع الومضي السريع في التنقل بين مشاهد الكليب الواحد مع ضمان صخب الأغنية. فأصبحنا نرى فضائيات تتجاوز الخط الأحمر وتعطي إشارات جنسية كبيرة وغير مقبولة في لغة الإعلام، ومرد ذلك كله إلى لغة التجارة والإعلان المسيطرة على القنوات الخاصة التي لا حسيب لها ولا رقيب!!! تدور.. في فلك السياسة والتجارة برأي دكتور مجدي الفارس أن الإعلام العربي يدور في فلك الإعلام الغربي من خلال مواكبة السياسة أو التجارة, فبدأنا نرى فضائيات تدور في فلك اتجاهات سياسية أو مصالح معينة, أو إعلام تجاري يبحث عن الإعلان الربحي وعن كمية المشاهدة لاهثا وراء من يدفع أكثر, فنحن دخلنا خطاً خطيرا في الإعلام وهو السياسي والتجاري وهي مشكلة نعاني منها في مجتمعاتنا. توجيههم!! الفضاء اليوم مفتوح أمام كل من يملك المال والنفوذ ليبني امبراطوريته الإعلامية بغية الربح السريع, ولكن هذا لا يلغي وجود قنوات فضائية تسعى إلى شق طريقها بصعوبة بالغة لتحدث نقلة نوعية في مجالات متنوعة من تركيز وعي الشباب على قضاياهم الأساسية وزرع بذور المبادئ والثوابت الوطنية والأخلاقية في نفوسهم. فلابد من أخذ زمام المبادرة للعودة إلى إعلامنا الوطني بكل أطيافه ليكون مرآة حالهم ليعكس حاجاتهم ومشكلاتهم ويسهم في زيادة وعيهم لأن الشباب اليوم بحاجة إلى مرجعية إعلامية يستقون منها معلوماتهم لانتشالهم من حالة التخبط الفكري في ظل الفوضى الإعلامية التي نشهدها. |
|