تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إدمان الشباب على الانترنت

شباب
27/6/2011
ملحق- شباب وكالات

برزت في السنوات الأخيرة شكاوى كثيرة عن سوء استخدام الانترنت بين الشباب ومنذ المرحلة الاعدادية والثانوية ، وهذا ليس حال مجتمعنا فقط، بل على‏‏

العكس تزداد الشكاوى في المجتمعات التي تنتشر فيها خدمات الانترنت بشكل أكبر، وتخصص أبحاث لمعرفة‏

حقيقة الأمر، ومنها مثلا دراسة أمريكية أظهرت مؤخرا أن واحدا من أصل كل 25 مراهقا في الولايات المتحدة يقول إن لديه «نزوعا لا يُقاوم» نحو زيادة الوقت الذي يمضيه على الانترنت، الأمر الذي حدا بالخبراء إلى التساؤل عن ظاهرة «إدمان الشبكة» لدى جيل الشباب.‏‏

كما وجدت الدراسة، والتي شملت أكثر من 3500 طالب وطالبة من طلاب المدارس الثانوية في ولاية كونيكتيكات الأمريكية، أن المشاركين الذين يعانون من «مشاكل في استخدام الانترنت» هم أكثر احتمالا للإصابة بأعراض الاكتئاب والسلوك العدواني وتعاطي المخدرات، وذلك مقارنة بنظرائهم الذين ليس لديهم مثل تلك المشاكل.‏‏

أسباب‏‏

وقال الباحثون الذين أجروا الدراسة، إنهم لم يتمكنوا من إثبات وجود «السبب والصلة» بين عادات الانترنت والاكتئاب وتعاطي المخدرات. ففي مقال نشروه في مجلة كلينيكال سايكولوجي (فصلية علم النفس السريري)، قال الباحثون: «قد يكون الاستخدام الإشكالي للإنترنت موجودا لدى حوالي أربعة بالمئة من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة».‏‏

وأضاف الباحثون: «قد يكون ذلك مرتبطا بالاكتئاب وبتعاطي المخدِّرات وبالسلوك العدواني. ومع ذلك، فإن طلاب المدارس الثانوية من الذكور قد يستخدمون الانترنت بشكل متزايد جدا، لكنهم قد يكونون أقل إدراكا للمشاكل المصاحبة لمثل هذا الاستخدام».‏‏

استخدام‏‏

يُشار إلى أن الدراسة استفتت طلابا في عشر مدارس ثانوية في نفس الولاية، إذ أجاب المشاركون على 150 سؤالا في مجالات الصحة والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر والتهوُّر والاندفاع، بما في ذلك سبعة أسئلة تتعلق باستخدام الإنترنت.‏‏

ومن بين الأسئلة التي وُجِّهت إلى الطلاب المراهقين سؤالهم ما إذا كانوا قد تغيَّبوا عن مدارسهم، أو عن المشاركة بأنشطة اجتماعية هامة لأنهم كانوا ببساطة منشغلين بتصفُّح الشبكة العنكبوتية. كما سُئلوا أيضا ما إذا كانت أسرهم قد عبَّرت عن قلقها بشأن الوقت الذي يمضونه على الإنترنت.‏‏

وقد تم تخصيص ثلاثة أسئلة أيضا لتحديد ما إذا كان لدى الطالب «استخدام إشكالي للإنترنت». فقد سُئل الطلاب إن كان قد سبق لهم أن شعروا بأن لديهم ثمة «نزوعا جامحا لا يُقاوم»، وعلى نحو متزايد، لاستخدام الإنترنت. كما سُئل المشاركون أيضا ما إذا كانوا قد شعروا بتوتُّر وقلق متزايدين، بحيث لم يكن من الممكن التعافي منهما سوى باستخدام الإنترنت.‏‏

الإقلاع‏‏

كما وُجِّه إلى الطلاب المشاركين سؤال بشأن ما إذا كانوا قد حاولوا الإقلاع عن عادة «إدمان استخدام الإنترنت»، أو ما إذا كانوا قد سعوا على الأقل إلى تخفيض عدد الساعات التي يمضونها في تصفُّح الشبكة. ومن بين الـ 3560 مشاركا، تبيَّن أن إجابات أربعة بالمئة منهم تفي بالمعايير المحددة لإدراج حالاتهم في خانة «الاستخدام الإشكالي للانترنت».‏‏

وعلى الرغم من أن معظم المشاركين في الاستفتاء كانوا من الطلاب الأمريكيين البيض، إلاَّ أن ذوي الأصول الآسيوية والإسبانية منهم كانوا هم الأكثر احتمالا للإيفاء بتلك المعايير المذكورة.‏‏

وقد لوحظ أن المشاركات في الدراسة من الطالبات كنَّ الأكثر احتمالا بأن يعطين إجابة بـ «نعم» على الأسئلة المذكورة أعلاه، إلاَّ أن عددا أكبر من الطلاب الذكور قالوا إنهم يمضون أكثر من 20 ساعة أسبوعيا في تصفُّح الإنترنت، وذلك مقارنة بمعدَّل 13 ساعة تمضيها الفتيات على الشبكة العنكبوتية كل أسبوع.‏‏

نلاحظ من تفاصيل الدراسة أن المقارنة لاتصلح مع طلابنا لعدة أسباب منها عدم توفر الشبكة وانتشارها بينهم، بالاضافة الى وجود الجو الأسري ومتابعة الأهل لأبنائهم، وعدم انتشار الكثير من الأمراض الاجتماعية المتفشية في مجتمعاتهم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية