|
شباب بالزّغاريد والورود،شيّعت محافظة اللاذقية، شيّعت دمشق، شيّعت طرطوس، حماة، الحسكة، الرقّة.. شهداءها من الأمن والجيش الذين قضوا على يد الغدر الآثمة... شهداء؟عصابات مسلّحة؟ في شوارع ومناطق سورية الآمنة؟! أمّا بالنّسبة للشّهداء، فليسَ غريباً يا سورية الحبيبة أن نقدّمَ القوافل منَ الشّهداء، أن نقدّمَ الأخَ والأبَ والزّوجَ والصّديقَ والحبيبَ فداءً لترابكِ يا غالية، لكي نبقى، وتبقى سورية، ويبقى الوطنُ عزيزاً،حرّاً،منيعاً. الشّهداء هم شهداؤنا، وأهلنا.. والشّوارع التي رووها بدمائهمُ الطّاهرة، الطّيّبة هي شوارعنا، ولنا، رووها بدمائهم لكي تبقى ونبقى. أمّا سورية فهي المعشوقة والأمّ. وإن قلنا عصابات إرهابيّة مسلّحة عاثتً فساداً في الأرض والممتلكات، فهي عاثتً فساداً في سورية، سورية الأمّ، والأمّ هي أقدس ما في الوجود، وطبعاً هي العرض والشّرف وهي من المحرّمات. إذاً: مَن أنتم؟ هل أنتم أبناؤها؟ هل أنتم حُماةُ عرضها والغَيارى عليها؟ خسئْتم، فأنتمُ الغرباء.. أنتمُ الجبناء. أنتم مَنْ ضاقتْ هذهِ الأرضُ الطّيّبة بكم، وهي منكم بَرَاء، يا طلاّبَ الحرّيةِ النّجباء!!.
يا طلاّبَ الحرّيّة، يا من تنادونَ الله أكبر، وتتنادَونَ إلى التّخريب والتّدمير بالشّهادتَين. إنْ كانَ هذا الدّينُ الإسلاميُّ الذي تنادونَ بهِ، دينُ محمّدٍ عليه الصلاة والسلام فهل نسيتم قولهُ: الجنّة تحتَ أقدامَ الأمّهات؟! ها أنتمْ يا دُعاةَ الحرّيّةِ والسّلميّة قد عبّرتم وأوجزتمُ التّعبيرَ عمّا تعرفونهُ بالقتلِ والتّخريبِ والتّمثيل. ها نحنُ نراكمُ تعبّرونَ عن مدى فهمكم للحرّيّةِ العمياء، هذهِ الحرّيّة التي لا تعرفُ إلاّ القتلَ والتّخريبَ رأينا كيفَ لَفظتكُم هذهِ الأرضُ الطّاهرة، البريئة منكم، وجُحورَها حيّاتٍ وثعابينَ في قيظِ حزيران، تقتلونَ الإنسانَ، وتذبحونَ الأوطان، وتعيثونَ خراباً في كلّ مكان، وتبثّونَ السّمَّ الزّعافَ في وجهِ رجالِ الأمنِ الشّرفاء، وأبناء الوطن الأبرياء. يا من تنادونَ بالدّينِ على حرّيّتكم، وبمنظوركم وبمنظورِ الغرب، يا من تنادونَ بالدّينِ أو لم تقرؤوا قوله تعالى:((ومنْ يعملْ مثقالَ ذرّةٍ شرّاً يره)). ألم يقل هذا الدّين بعاقبةِ قتلِ النّفسِ التي حرّمَ اللهُ إلاّ بالحقّ ((ومن قتلَ مظلوماً فقد جعلنا لوليّهِ سُلطاناً فلا يُسرفُ في القتلِ إنّهُ كانَ منصوراً))، وأمر بعدمِ الإسرافِ في القتل؟! أوَ ليسَ هذا الدّينُ الذي تنادونَ باسمهِ؟! أم تناسَيتمُ القرآنَ أم تجاهلتموه؟ أم أذكّركم إن تناسيتم بتحريمِ القتلِ في الأشهر الحرم التي نحن فيها يا من تنادونَ بالدّين؟! أو لم تقرؤوا قولهُ تعالى: ((والذينَ كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ يحسبهُ الظّمآنُ ماءً حتّى إذا اقتربَ الوعدُ الحقُّ فإذا هيَ شاخصةٌ أبصارُ الذينَ كفروا يا ويلنا قد كنّا في غفلةٍ من هذا بلْ كنّا ظالمين)). شكراً لكم لأنّكم وبفضلكم عرفنا أهلَ جهنّم وبئسَ المصير. هنيئاً لكم نارَ جهنّمَ التي أشعلتموها وبئسَ المصير. ذوقوا مرارةَ الكأسِ التي سقيتموها للأبرياءِ والشّرفاءِ منَ الأمنِ والجيشِ والمدنيّين. ذوقوا عاقبةَ ما صنعتْ أيديكم من أجلِ حفنةٍ منَ المال! ذوقوا ثمنَ بيعِ ضمائركم ونفوسكم وشرفكم. قدْ بعتمُ الأرضَ فلفظتكم، فأينَ المصير؟! قدْ بعتمُ الوطنَ فضاقت بكم أوطانُ الدّنيا، فأينَ المصير؟! قدْ بعتمُ الأهلَ والعرضَ، فأينَ المصير؟! قد بعتم دينكم من أجلِ حفنةٍ منَ المالِ فلفظتكمُ الجنّةُ التي تعدونَ أنفسكم بها، فأينَ المصير؟! أشعلتم نارَ جهنّمَ فأحرقتكم وستُحرقكم، فبئسَ المصير؟! هنيئاً لكم هذا الشَّتات. ((فذكّر إن نفعتِ الذّكرى)) عاقبة كلّ خائنٍ القتل أيّاً يكن، ولكن حينها، حينَ تُسألُ أيُّها الإنسانُ عن أعمالكَ في الّلحدِ عندها حتّى الّلحد سيضيقُ بكم أيّها القتلة المجرمون، عندها أينَ المصير؟! |
|