تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دوامة الاختيار

الفايننشال تايمز
ترجمة
الاربعاء 26/3/2008
ترجمة: ليندا سكوتي- بقلم: ميشيل بارون

في مطلع هذا العام سادت التوقعات التي تعتبر أن فوز هيلاري كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسة البلاد من الأمور المسلم بها على الرغم من المنافسة الشديدة التي تلقاها من باراك أوباما وجون إدواردز, أما بالنسبة للحزب الجمهوري الذي ساد الانقسام والمنافسة الحادة بين مرشحيه,,

فقد كان من الصعوبة بمكان توقع شخص معين ليكون مرشحاً عن هذا الحزب أما التوقعات في الوقت الحاضر فقد اختلفت عن سابقاتها, حيث أظهرت استطلاعات الرأي بأن الناخبين يفضلون أن يكون لهم رئيس ديمقراطي من أن يكون رئيسهم من الجمهوريين , وذلك بفارق كبير لم يحصل منذ سبعينيات القرن الماضي, كما أظهرت الاستطلاعات التي جرت مؤخراً أن المنافسة ستكون بين جون ماكين كمرشح عن الحزب الجمهوري وهيلاري كلينتون أو باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي.‏

من حسن حظ جون ماكين أن الأسس التي يتبعها الحزب الجمهوري في توزيع أصوات المندوبين تقوم على إعطاء المرشح الفائز بأصوات الولاية كامل أصوات المندوبين الممثلين لها في المؤتمر العام , الأمر الذي مكن مايك هوكابي من إبعاد مت رومني في أيوا, ومكن جون ماكين من الفوز في نيوها مشير بعد تراجع رودي جولياني, ومكنه أيضاً من التغلب على هوكابي بفارق 3%, أما جولياني فقد أخفق في فلوريدا حيث أحجم الأميركيون من أصل كوبي عن التصويت له وأعطوا أصواتهم لجون ماكين, وفي 5 شباط وعلى قاعدة الرابح يأخذ كل شيء التي يتبعها الحزب الجمهوري تسنى لماكين الحصول على أصوات الناخبين في الشمال الشرقي بفارق مقداره 1% عن هوكابي, وبذلك انسحب المرشحون من السباق الرئاسي, وتوقفت كافة البرامج التي تقوم على نقد جون ماكين من منافسيه في الحزب الجمهوري.‏

عمد الديمقراطيون في هذه الانتخابات إلى توزيع أصوات المندوبين في كل ولاية وفقاً للنظام النسبي الأمر الذي مكن أوباما من التقدم على هيلاري كلينتون بأصوات 100 مندوب, ويعود الفضل في ذلك إلى الحماسة التي أبداها مؤيدوه مقارنة بمؤيدي هيلاري الأقل حماسة منهم, كما تبين أن مؤيدي كلينتون هم كبار السن والنساء وأصحاب الثقافات المتدنية واللاتين, أما أوباما فكان مؤيدوه من الشباب والمثقفين والسود والرجال, وأن كلينتون قد فازت في كل من أوهايو وتكساس, ومن المتوقع فوزها في بنسلفانيا, لكنه على الرغم من ذلك فإن التمثيل النسبي لها سيكون أقل من أوباما لذا يتعين على كبار المندوبين البالغ عددهم 795 الاختيار بين أوباما الإفريقي الأميركي والمرأة كلينتون وتوفير الفرصة لأحدهما ليكون رئيساً للبلاد وبذلك لا مناص من استبعاد إما أوباما ذلك الشاب الأسود المتحمس و إما كبيرة السن كلينتون.‏

أظهرت استطلاعات الرأي تزايد أعداد المؤيدين لأوباما مع استمرار مناصري كلينتون بتأييدها دون توجههم لتأييد الطرف الآخر , أما المحللون السياسيون فيرون بأن شهر تشرين الثاني سيكون الفيصل في عملية الاختيار للرئيس إذ تبين أن 47 من أصل 50 ولاية قد صوتت لذات الحزب في 2000و ,2004 أجرت shrveyusaاستطلاعات للرأي في 50 ولاية معتبرة جون ماكين في منافسة مع الديمقرطيين, فتبين أن 17 ولاية قد صوتت بشكل يختلف عن تصويتها عام ,2004 الأمر الذي يجعل المنافسة القادمة أكثر حدة من المنافسات التي سبقتها في الانتخابين الماضيين إن التباين بين القضايا التي يطرحها المتنافسون شديد الوضوح, فالديمقراطيون يقطعون الوعود بشأن حرب العراق والتجارة الأميركية بينما تقدم جون ماكين بسياسات اقتصادية سبق أن جوبهت بالرفض من الكونغرس نظراً لسيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ.‏

إن التفاف المواطنين حول الديمقراطيين قد بدا جلياً من خلال ما جمع مرشحوه من أموال, حيث بلغت ضعفي ما جمعه الجمهوريون واستطاع أوباما جمع مبالغ كبيرة عبر الانترنت, وكذلك الأمر بالنسبة لهيلاري كلينتون, أما ماكين فلم يتسن له جمع الأموال بهذا الأسلوب, لقد حدد الجمهوريون مرشحهم لانتخابات أما الديمقراطيون فما زالوا يعيشون في دوامة الاختيار .ما يعطي ماكين الفرصة لتلميع صورة الجمهوريين بعد التشويه الذي ألحقه بها جورج بوش أما بالنسبة للديمقراطيين فما زال أوباما وكلينتون يكيلان التهم لبعضهما البعض, الأمر الذي سيلحق الضرر بالحزب الديمقراطي ومرشحه في للانتخابات الرئاسية إزاء هذا الواقع نجد أنه من المتعذر في الوقت الحاضر توقع ما تسفر عنه نتائج الانتخابات القادمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية