تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاضرة..أبناؤنا... الورقة الرابحة الأخيرة في أيدينا

مجتمع
الاربعاء 26/3/2008
فردوس دياب

الأطفال غراس الحياة, وقطوف الأمل, والعناية بهم واجب وطني وقومي وديني, وقد أكدت ذلك الرسالات السماوية وشرائع الأرض والأطفال الذين تشكلهم فطرتهم السليمة وتغرس فيهم بيئتهم مكارم الأخلاق, ويتلقون من مجتمعهم المعارف والقيم والمفهومات الإنسانية والحضارية يكون عليهم المعول في بناء الأمة والحفاظ على مكاسبها, والوقوف في وجه اعدائها..

بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ في جامعة دمشق أمس الأول محاضرته بالمركز الثقافي العربي في المزة برعاية جمعية حقوق الطفل الخيرية والتي كانت بعنوان (حقوق الطفل ورعايته) حيث أكد أن أعظم عمل يقوم به الوالدان أن يقدما للمجتمع إنساناً صالحاً معطاء.‏

وأشار النابلسي إلى أن ابناءنا هم الورقة الرابحة الأخيرة في أيدينا, التي إن أحسنا استثمارها ارتقينا وسدنا العالم من جديد, وأَضاف إن حقوق الطفل تفوق حد الخيال.‏

حق الطفل يبدأ في رحم أمه‏

أوضح المحاضر أن أول حق من حقوق الطفل يبدأ باختيار الأب الزوجة الصالحة التي سوف تكون أماً لأطفاله, فهي التي سوف تعنى بتربيتهم وتنشئتهم.‏

وأما الحق الثاني فهو عندما يكون جنيناً في رحم أمه, حيث أبيح للمرأة الحامل والمرضع والمريضة الافطار في شهر رمضان المبارك خوفاً على طفلها الذي ما زال جنيناً في رحمها, ولم ينس الاسلام حماية الجنين في حال الاعتداء عليه وهو في رحم أمه.‏

فإذا اعتدي على الجنين وسقط فله دية تأخذ من المعتدي وتدفع إلى ورثة الجنين, وإذا مات أبوه وهو في بطن أمه ولا يعرف إن كان ذكراً أو أنثى فإن الورثة يقتسمون بحيث يجعل له النصيب الأوفر من القسمة.‏

ثم انتقل النابلسي إلى الحق الثالث وهو النسب, والذي يبدأ لحظة ولادته عندما ينسب الطفل لأبيه.‏

عن حق الطفل في الرضاعة قال النابلسي: إنه من واجب الأم أن ترضع طفلها حولين كاملين, فقد أثبتت البحوث العلمية أن حليب الأم يحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل.‏

وأشار إلى حق الطفل في التسمية والكنية كما يتوجب على الأم حضانة طفلها ورعايته وفي حالة انفصال الوالدين فإنه من حق الطفل أن يخير بين حضانة أمه أو أبيه عندما يبلغ من العمر سبع سنين, وتكون حضانة الطفل وفق ترتيب معين.‏

حق اللقيط واليتيم‏

وعن حق اليتيم واللقيط قال النابلسي: إن الإسلام اهتم باليتيم وكرمه وأعلى من شأنه, كما حفظ الإسلام مال اليتيم عندما حرم الاقتراب منه والتصرف به.‏

كما أنه لا يجوز التبني في الإسلام وكذلك لا يجوز لملتقط اللقيط أن ينسبه إلى نفسه, ثم تطرف النابلسي إلى حق النفقة على الطفل حيث قال: إن أفضل دينار ينفقه الرجل هو ذلك الذين ينفقه على عياله, وأفضل صدقة نقدمها لله عز وجل هي تلك التي تنفقها على عيالك.‏

وختم النابلسي محاضرته بالقول: إن الابن المهذب المجتهد يساوي الملايين بالقيمة المادية, فكم من بيت تغمره السعادة بسبب ولد صالح أقر عيني والديه, وكم من بيت تغمره التعاسة بسبب ولد شقي, وأن أسرة تربح ابنها وتخسر كل شيء هي الراحة أبداً, وحذر النابلسي من خطورة رفاق السوء على الابناء, وأنه يتوجب على الأب اختيار اصدقاء ابنه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية