|
البقعة الساخنة غيرأن هؤلاء اليوم يستعيدون أهميتهم لسببين مختلفين تماما , الأول أنهم تسببوا او شاركوا مباشرة بهلاك مليون عراقي بينهم الكثير الكثير من الاطفال والنساء والعجز , وبتعطيل أكثر من مليونين آخرين وتعجيزهم , وبتهجير عدة ملايين أخرين داخل العراق وخارجه في حرب مجنونة وكارثية , وبتدمير بلد كامل وتحطيمه . وإذا كان للمشاعر ان تتفجر من أجل القتلى الاميركيين , شرط أن تكون إنسانية حقيقية , وإذا كان للدموع أن تذرف, ودون أن تكون تمساحية , وإذا كان للحزن ان يعتلج في الصدور البشرية حصرا ً, فهي , أي المشاعر والدموع والحزن , أولى بالملايين من ضحايا العراق , وأولى بوطن جرى تهديمه على رؤوس مواطنيه . دموع الرئيس بوش وأسف تابعه تشيني , كذبة جديدة تضاف الى تلك الاكاذيب التي أشاعاها لتسويغ ارتكاب كارثة انسانية كبرى , بل هي أسوأ واكثر نفاقا ًودجلاً , لأن مادتها الاساسية المشاعر والوجدان والضمير البشري . ضحايا العراق ودماء أبنائه ليست ورقة انتخابية وإن جعلها بعض الاميركيين كذلك , بل هي وثيقة إدانة لسياسة تقوم على الدجل الاخلاقي والعهر الإنساني, أكثر مما على المصالح ونزعات التملك والهيمنة ? |
|