تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عهر سياسي موثق

البقعة الساخنة
الاربعاء 26/3/2008
خالد الاشهب

أربعة آلاف جندي أميركي قضوا في العراق حتى الآن , وكان يفترض أن يستقبلوا هناك بالورود وفق ما أخبرهم به الرئيس بوش ونائبه تشيني عشية الغزو , لكنهم هلكوا ولم يعد السبب مهماً , سواء خدعوا أو تورطوا , وسواء تحولوا إلى ورقة انتخابية , أو ثارت النقاشات الحادة في بلدهم ومجتمعهم حول الجدوى من موتهم.

غيرأن هؤلاء اليوم يستعيدون أهميتهم لسببين مختلفين تماما , الأول أنهم تسببوا او شاركوا مباشرة بهلاك مليون عراقي بينهم الكثير الكثير من الاطفال والنساء والعجز , وبتعطيل أكثر من مليونين آخرين وتعجيزهم , وبتهجير عدة ملايين أخرين داخل العراق وخارجه في حرب مجنونة وكارثية , وبتدمير بلد كامل وتحطيمه .‏

وإذا كان للمشاعر ان تتفجر من أجل القتلى الاميركيين , شرط أن تكون إنسانية حقيقية , وإذا كان للدموع أن تذرف, ودون أن تكون تمساحية , وإذا كان للحزن ان يعتلج في الصدور البشرية حصرا ً, فهي , أي المشاعر والدموع والحزن , أولى بالملايين من ضحايا العراق , وأولى بوطن جرى تهديمه على رؤوس مواطنيه .‏

دموع الرئيس بوش وأسف تابعه تشيني , كذبة جديدة تضاف الى تلك الاكاذيب التي أشاعاها لتسويغ ارتكاب كارثة انسانية كبرى , بل هي أسوأ واكثر نفاقا ًودجلاً , لأن مادتها الاساسية المشاعر والوجدان والضمير البشري .‏

ضحايا العراق ودماء أبنائه ليست ورقة انتخابية وإن جعلها بعض الاميركيين كذلك , بل هي وثيقة إدانة لسياسة تقوم على الدجل الاخلاقي والعهر الإنساني, أكثر مما على المصالح ونزعات التملك والهيمنة ?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية