|
مجتمع العاقل يضع عقله عند محاورة الأحمق ، هذا العقل الذي يشترط في الحوار أن يمارس عملية المراجعة ويكون منفتحاً لا يتمسك بحكم مسبق: أعط فرصة للآخر انظر إلى جميع الخيارات ولاتحصر نفسك في قالب واحد ، جمالية الحياة في تعددها وتنوعها ولولا وجود الربيع لكرهنا الخريف ولولا الصيف لكرهنا الشتاء. الحوار اليوم من روح العصر وإحدى ظواهره المهمة ضرورة حتمية نوع من أنواع الديمقراطية هي نعمة يجب أن نحرص عليها ونوفيها حقها فنعطي للمحاور حقه في الاحترام وفي طرح وجهة نظره وهذا ما لانراه في حوار الأزواج وحوار الآباء الأبناء وحوار بعض المذيعين لمحدثيهم والذي يخلو من المرونة وحسن الإنصات والالتزام بما هو مطلوب وبالتالي طرح السؤال تلو الآخر ومقاطعة المتحدث. في دراسة قام بها أحد أعضاء جمعية الإنصات الدولية تحت عنوان لاتقاطعني أرجوك أكدت أن 70٪ من العرب لا يتحلون بآداب الحوار ولاحظ تدني مستوى الحوار في القنوات التلفزيونية العربية وغياب فضيلة الإنصات وكان أكثر سبب للمقاطعة هو الرغبة الملحة في طرح سؤال وذلك بنسبة 43٪. لابد إذا أن يأخذ الحوار مداه في مجتمعنا بدءاً من الأسرة لأن القمع المتواصل بسبب أو دون سبب هو أنه عدو الحوار ، وأنا كواحدة من عشرات الآلاف من بنات جنسي وقد عشت تجربة الأمومة حرصت على إعطاء الحوار مع أطفالي حقه حيث مررت بتجربة البنوة وطرح السؤال اثر السؤال ولايمكنني أن أنسى أولئك الذين حاوروني وصبروا على أسئلتي وحكوا لي الحكايات و..و.. أتمنى أن ينصت الآباء إلى كل ما يقوله الأبناء وأن يتدربوا على فن التحدث مع هؤلاء الأبناء وأن يجادلوهم بالحسنى ويقرعوا الحجة بالحجة آخذين بعين الاعتبار اختلاف زمان الأبناء وظروفهم عن زمانهم، أتمنى ذلك لأن خطوط الاتصال عندما تقطع بين الآباء والأبناء يكون هذا بداية فساد وعقوق تنعكس آثاره ليس على الأسرة فحسب بل على المجتمع بأكمله. |
|