|
مجتمع بكينا كثيراً، تألمنا أكثر، فارقنا أحبةً وافتقدنا راحة البال طويلاً، لكننا كنّا راضيّن تماماً بما ندفعه من فاتورة الكرامة والسيادة والقرار الوطني الحرّ.. هذه هي زمر دمنا وهذه هي عناوين مؤلفاتنا وهي أيضاً مضامين كل أعمالنا. سورية تنتصر، هذا أمرٌ يفرض علينا المزيد من الواجبات لنبقى أقوياء كما كنّا ولنبقى جاهزين للتصدّي لأي هجمة فعدونا لن ينام على هزيمته ولن يوفّر طريقة لتعكير فرحنا بالنصر فهل نبقى على قدر المسؤولية؟ قد يقول قائل: ماذا بوسعي أنا هذا المواطن العادي أن أفعل؟ ونحن نقول له ونذكره بالدور الكبير الذي قدمه الجميع، فالوطن هو نحن كلنا ننسج لوحته الجميلة من نبضات القلوب وأهداب العيون، نساهم في بنائه وتقويته من خلال إخلاصنا في عملنا مهما كان هذا العمل بسيطاً أو متواضعاً من وجهة نظر القائم به، وحتى السبّاك أو الحذّاء أو البائع المتجوّل على عربة صغيرة لا يقلّ دوره عن دور الطبيب والصحفي والسياسي والحقوقي، وأي عمل متقن هو لبنة في جدار الوطن المنيع.. لم تعد الأمور رمادية بالنسبة لأي شخص ولم يعد الغموض حاضراً كما كان في بدايات الأزمة التي بدأت تسحب ذيولها عنّا وبالتالي فإن الواجبات لم تعد قابلة للتأجيل، والتقصير هنا أو هناك يجب أن يقابله حساب مناسب وعاجل.. مرحلة إعادة إعمار ما تهدّم مرحلة حساسة جداً أسهل ما فيها هو إعادة إعمار الحجر، ولكن أهمّ ما فيها هو إعادة ترميم دواخلنا وذواتنا، ورأب الصدع النسبي الذي أوجدته الحرب المفروضة على سورية ولن نضع أصابعنا في عيوننا ونقول إن كل شيء على ما يرام فهناك نفوس مكسورة وأخرى ضعيفة ويجب أن نتعامل معها بجدية ولو كانت نسبتها قليلة منطلقين دائماً من مضمون كلام سيّد الوطن الرئيس المفدى بشار الأسد والذي يحرص في كل خطبه و في أقواله على الإنسان السوري السيّد.. بالمحصلة، فإن ما ندعو للدفاع عنه هو لنا جميعاً، وما نتمنى التمسّك به هو من أجلنا كلنا، والبعض القليل الذي كان يقف على التلة وينتظر إلى أين تمشي الأمور ندعوه للنزول عن هذه التلّة والانخراط في الوطن الذي يقدر على التسامح لأنه قويّ ولا داعيَ لمزيد من الانتظار وكلّ شيء أصبح بيّناً.. من تقاعس في عمله متكئاً على الأزمة عليه أن ينفض عن جناحيه غبار الترقّب وأن يعود منتجاً حقيقياً، ومن أهمل دراسته الجامعية بحجة أن الأمور الصعبة التي عشناها أثرّت على نفسيته عليه أن يعوّض ما فاته فلا شيء يضمن قوة سورية إلا قوة أبنائها مدنيين وعسكريين. |
|