|
ملحق ثقافي دافئةٍ كما تمُّوزَ
باردةٍ كعصفِ الرِّيحِ في كانونْ إلى ليلى منَ المجنونْ: سلاماً يا بني عامرْ، سلاماً يا بني الأعمامِ قد جفَّتْ ضروعُ الأرضِ مات الوردُ في الأكمامْ، أرادوا الحبَّ بترولاً وفَحْماً حَوَّلوا الأحلامْ، وإنِّي راحِلٌ عنكُمْ لأرضِ محبَّتي في الشَّامْ. ** إلى امرأةٍ كغصنِ الفجرِ تِيْهَ الدَّلِّ والعجَبِ، إذا هبَّتْ رياحُ الشَّوقِ مَيسَ البانِ والقصبِ، أُخَبِّئُها معَ الذِّكرى وأُظهِرُها معَ العَتَبِ، وأُشعِلُ شمعَ أحرُفِها نجوماً في سما هُدُبي، إلى امرأةٍ بطعمِ الحبِّ عنها قيسُ لم يتُبِ. ** إلى ليلى منَ المجنونْ: رسالةُ أهلكُمْ وصلتْ قرأنا بين أسطُرها بأنَّ الخيلَ ما صهلَتْ وأنَّ فوارِسَ الهيجا عن الأوطانِ قدْ رحلَتْ وأنَّ رجالكُمْ جَبُنوا وأنَّ خيولكُمْ قُتِلَتْ. ** إلى ليلى منَ المجنونْ : سلاماً من ربوعِ الشَّامْ، سليني كيفَ يا ليلى وصلتُ الشَّامْ وأيُّ قوافِلٍ حملَتْ جنوني فيكِ طالَ الدَّربُ طالَ الدَّربُ يا ليلى وأغرَقَ وجديَ الطُّوفانْ، هزمتُ الخوفَ طُولَ الدَّربِ والقفراءَ، والنَّفراءَ، والذُّؤبانْ، ونمتُ على الغضى حيناً، على الأشواكِ أحياناً، وكالأفعى.. على الكثبانْ، سرحتُ معَ القطا يوماً.. وأيَّاماً معَ الرُّعيانْ، ببعضِ الخُبزِ يا ليلى شرحتُ الحوتَ، والعذراءَ للرُّعيانِ، والميزانْ، بِمِلء فمي منَ الألبانْ قرأتُ عليهِمُ شِعراً تشيخُ وتهرَمُ الأزمانْ ويخلدُ فيكِ يا ليلى كما الإنجيلِ والقرآنْ. قطعتُ البيدَ، والقفراءَ، والنَّفراءَ، يُفزِعُ منظري الشَّيطانْ، وكنتُ أحسُّ أنَّ الحبَّ لا يحتاجُ لا بيتاً، ولا أهلاً، ولا عنوانْ، وأنِّي في طريقِ الشَّامِ لا أحتاجُ نجمَ القُطْبِ يَهديني ولا لمنارةِ الرُّبَّانْ، وأنِّي في طريق الشَّامْ كانَ اللهُ في عَوني فكنتُ أُحِسُّ باطمئنانْ، كنتُ أشمُّ ريحَ الخُلدِ في النِّسرينِ، في الجُوريِّ، والرَّيحانْ، سلامَ الحبِّ يا ليلى سلامَ العاشِقِ الولهانْ. ** أنا في نجدْ لا آسى على شيءٍ أنا من نجد لم أحملْ معي شيئاً سواكِ سواكِ يا ليلى، وريحَ صَبا، وذِكرى... ليس بالإمكانْ، وباقي نجدْ... للنِّسيانْ. ** أنا في الشَّامِ يا ليلى أمامي «سوقُ ساروجا» يغَصُّ بأجملِ الأثوابْ فيهِ الجنزُ، البْروكارُ، والتُّركالُ، والصيني، حريرُ الشَّامِ يملأُ أيَّما دُكَّانْ. أنا في الشَّامْ، أنا في السُّوقِ حيثُ تَزَاحُمُ الأزمانْ، فهذا الجامعُ الأمويُّ قدَّامي سأدخُلُهُ، فمنذُ هُنيهةٍ قد كنتُ في الحَمَّامْ نظيفاً صرتُ من نجدٍ ومن بيدائها العجفاءِ من حطَبٍ، ومن نارٍ، وريحِ سَخَامْ، أنا في الجامعِ الأمويِّ حيثُ اللهُ والإسلامْ أصلّيِ الجُمعةَ الغرَّاءْ، هنا وجهَ الوليدِ أرى، وأمَّ الجمعَ شيخُ هشامْ، هنا أحفادُ عبد الله والعبَّاسِ صلَّى جعفرٌ فيهم لوحدةِ كِلمةِ الإسلامْ. ** أنا في الشَّامِ منْ زَمَنٍ، حَفِظتُ بها جميعَ مواضِعِ التقديس والإلهامْ، أنا في الرَّبوةِ الفيحاءِ يا ليلى مع الأصحابِ _ كم مقهى على بردى _ نُديرُ الرَّاحَ والأنخابْ، دارَ الرَّقصُ... يا اللهُ! يا اللهُ كمْ هزَّتْ خُصُورُ الحُورِ ليلَ الشَّامْ! أنا مع خيرةِ النُّدماءِ في أبهى جنائنها، ينابيعٌ منَ الصَّهباءِ في أرضٍ منَ الأقمارْ، هنا للحُسنِ آلهةٌ هنا لا يعبدونَ النِّفطَ والدُّولارْ، هنا في الشَّامْ ليتَ ترى رِيامُ البيدِ ما قد يخطفُ الأبصارْ، ونحنُ الآنَ في فرحٍ نُغَنِّي... نُنشِدُ الأشعارْ، ليالي الأُنسِ يا ليلى ليالي الأُنسِ والسُّمَّارْ، نامي الآنَ، نامي واضبُطي المِرياعْ على الرُّعيانِ، والقطعانْ، وحَلْبِ التَّيسِ في الأخبارْ، هنا لا يحلبونَ التَّيسَ يا ليلى، هنا لا يشربونَ العارَ في الأخبارْ. |
|