تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هم لا يخا فون

يديعوت أحرونوت - بقلم: دوف فايسغلاس
ترجمة
الأحد 13/7/2008
في المؤتمر الصحفي الذي عقده حسن نصرالله في الأسبوع الماضي قال زعيم حزب الله بأن اسرائيل لا تملك تصوراً ان كان جنودها المخطوفين أحياء ام لا.

تحدث بسخرية عن الموساد الاسرائيلي الذي يدعي ان لديه مصدراً غير موجود.ربما كانت لدى نصرالله عدة أسباب جيدة حتى يشعر بالرضا: هو برهن عن إمكانية اختطاف جنود والتفاوض مع اسرائيل بصورة متصلبة حول شروط إعادتها. وهو اظهر ان اسرائيل لا تملك خياراً آخر الا التفاوض وفقاً لشروطه والاستجابة لمطالبه في آخر المطاف. وبالاساس, المسألة الأكثر إزعاجا من اي شيء آخر برهن حسن نصرالله بصورة مجسدة عن ضعف اسرائيل, واظهرها بصورة استعراضية كمن لا يتوجب الخوف منه.‏

وبالفعل عما قريب ستتم إعادة سمير قنطار القاتل الذي لا يستحق الحياة الى لبنان ويكون حسن نصرالله قد وفى بوعده لأنصاره.‏

في سابق الأيام عند الآباء والمؤسسين كان كذلك الموساد الذي يسخر منه حسن نصرالله الان ليرسله منذ زمن الى الجحيم, الا ان اسرائيل اليوم ليست اسرائيل ألبارحه. حماس أيضا أدركت ان لديها ما تفعله مع اسرائيل اليوم. هي تطلق الصواريخ وقذائف الراجمات من دون وجل; وهي أجبرت اسرائيل على رفع حصارها عن غزة, وهي تحتفظ بالجندي المخطوف وتتلاعب بالمفاوضين حول اطلاق سراحه.ورغم البؤس , الا ان أتباع حماس يتفاوضون مع اسرائيل كالند بالند. يهددون ويطالبون ويشترطون الشروط. هم يتصرفون كمن يعرف بأن اسرائيل لا تملك خياراً آخر سوى التفاوض وفقا لقواعدهم وهم محقون في اعتقادهم هذا. عندما يكون بالامكان حراس جلعاد شليت في حر النهار ان يبردوا قلوبهم بقطعة مثلجات جلبت من اسرائيل فليس هناك ما يخشونه فعلا.‏

ابتسامات حسن نصرالله المغيظه وتلميحات أبو زهري من غزة بإصبعه لا تشكل اي خطر وجودي على اسرائيل ولكن في هذا الجزء من العالم يوجد للحالة المعنوية والنفسية والصورة التي يبدو فيها الشخص أهمية كبرى في وجود الأمن القومي. اسرائيل الضعيفة ظاهريا هي مسألة كارثية بكل معنى الكلمة حتى وان كان ذلك من الناحية الظاهرية. من دون صورة الدولة القوية القادرة على الردع ستجد اسرائيل صعوبة في الحفاظ على أمنها في هذا الجزء الأهوج من العالم.من ترعرع في سنوات اسرائيل الأولى يذكر أياماً صعبة عجافاً ساد فيها الجوع والبطالة وكانت هناك صعوبات في استيعاب المهاجرين وضائقة سكنية. ولكن اسرائيل تلك التي كانت فقيرة وجهت ضرباتها العجيبة لكل من يطلب رأسها.‏

جيش صغير قليل السلاح والعتاد وغير منضبط وفي صفوفه ألاف المتطوعين من كل إرجاء العالم عرف كيف يخطط ويتجاسر ويضرب العدو في عمق بيته ويزرع الخوف في نفسه. ارئيل شارون ورفاقه في الوحدة 101 وكتيبة المظليين هم الذين صنعوا وقاموا بأعمال مدهشة : مثل مقاتلو الوحدات الخاصة أيضا بحيث بلوروا سياسة عقابية شديدة المراس ونهجاً بتصفية القتلة ومن يرسلونهم وهم في منازلهم: في القرية او المعسكر او القيادة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية