|
مجتمع توجهنا بها إلى عينة عشوائية لا تشكل في حد ذاتها حالة عامة, لكنها تلقي ضوءاً ولو خافتاً على هموم وشجون طلابنا انطباعات وآراء توزعت بين ناقم وقانع.. فهل نحن أمام مشكلة حول طموحات وآمال خريجي الثانوية العامة المقبلين على بوابة الجامعة? خطر على المجتمع السيد مروان العسلي أب لأربعة أولاد يقول: حقيقة أصبح خريج الثانوية العامة والجامعي عبئاً على أهله خصوصاً إذا لم يجد جامعة أو كلية تقبل به وإذا بقي على هذا الحال فسيصبح خطراً على المجتمع. بينما ربا وزينة ونور »طالبات ثانوي« ممن يماثلن بالعمر يقلن: خريجو الثانويات أصبح بعضهم لا يستطيع أن يفكر في مستقبله أو بعضهم الآخر متفرغ للعب واللهو, والبعض بحث وثابر ووجد حلاً وآخرون بحثوا ولم يجدوا حلاً فهل يوجد لخريجي الثانوية عمل ما يوجههم ويرسم مستقبلهم?أم إلى ماذا سينتهون? وأضاف زميلهم أحمد العلي بنوع من التشاؤم ليقول: إن أرقام الخريجين من الثانوية كل سنة ما هي إلا أرقام تضاف إلى أرقام البطالة ونتمنى أن تحل هذه المشكلة.. يقدم دون أن يختار أما رؤى المحيميد »طالبة جغرافيا سنة أولى« تقول: قد يصبح في الأعوام القادمة الكثير من الطلاب والطالبات دون تعليم بسبب عدم قبولهم بالجامعات والكليات فقد يضطر الطالب لدخول قسم لا يرغب فيه بسبب عدم قبوله في القسم الآخر, وكان حلمي أن أتعلم وأدخل قسم اللغة الانكليزية ولكني لم أحصل على ما أريد. ومع ازدياد معدل الخريجين وتعدد المنافذ والخيارات وضغط الظروف المعيشية أصبح خريج الثانوية العامة يسأل عن الفرص المتاحة, ويقدم دون أن يختار على اختصاصات قد لا تكون مناسبة لكنه يراها الخيار الوحيد المتاح له, هذا ما أدلى به حسام مرهج طالب اقتصاد فهل مستقبل طلابنا يحاك بنفق مظلم وضائع دون هدف أو ماذا?. مشكلة ذات بعدين الدكتورة ظريفة أبو فخر من كلية التربية جامعة دمشق تقول: الثانوية العامة لسنوات خلت عقبة حقيقية يحسب لها الطالب والأهل ألف حساب ومن اجتاز هذه المرحلة من الطلاب وعددهم كبير وجد نفسه أمام نفق مظلم حقاً ومشكلة ذات بعدين الأول إن الجامعات النظرية أصبحت متخمة بالطلاب الذين اعتبروها»فشة خلق« أو أفضل الممكن ليس إلا والثاني إن الجامعات الخاصة أصبحت حكراً على فئة معينة من الطلاب المحظوظين الذين وفرت لهم ظروفهم المادية ما جعلهم قادرين على تحصيل العلم فيها. تكديس بعض الاختصاصات وتردف د. أبو فخر بالقول يبقى الحرج الذي يصادفه الناجحون هو اختيار الفرع الذي يضمن لهم فرص العمل لاحقاً والنجاة من المطبات التي تعترض مسيرة الطالب العلمية بحيث يجد نفسه في مواجهة حادة من المستقبل الذي يبدو قاتماً ومظلماً. ولو أمعنا النظر قليلاً في مسببات تلك المشكلة لوجدناها بالغة التعقيد فالأهل يعمدون في أغلب الأحيان إلى تكديس بعض الاختصاصات في أذهان أولادهم منذ الصغر »هندسة, طب , محاماة« دون التفات إلى ميولهم الذاتية أما الاختصاصات المهنية تكاد تكون ملغية من قاموس الأهل ولاسيما أن التركيبة الاجتماعية ترجح بالضرورة كفة المهن الحرة ذات المستوى والتي تعتبر عند الكثيرين سلماً طبيعياً لمراتب وأدوار اجتماعية مرموقة , ثم هناك ارتفاع الأقساط في الجامعات الخاصة, ما يحول دون تحقيق رغبات بعض الطلبة. ماذا تريد أن تكون? إذاً لماذا لا نزال نصم أسماع أبنائنا بسؤال أظنه في حد ذاته مشكلة وهو ماذا تريد أن تكون? لأن المسألة لم تعد مسألة هوى فقد يكون التلميذ يرغب بتخصص لا تجد شهادته طريقاً إلى أي وظيفة فينبغي أن نكف عن تلقين أبنائنا إن الإنسان لا يفلح إلا في التخصص الذي يحبه, فضحايا هذه المقولة من أبناء الجامعة لا تحضنهم غير الأرصفة فالاختيار يجب أن تحكمه الظروف المحيطة, لهذا يجب أن يشعر الطالب بالاقتناع والمسؤولية تجاه نوع الاختصاص الذي اختار, وأن تكون الجامعة بمثابة حجر الأساس في اختيار مهنة المستقبل من الأمور التي يجب ألا تغيب عن أذهان طلابنا, فهل راودت تفكيرهم قبل الإقدام على أي خطوة فيحدد على ضوئها مصيرهم العلمي والمهني.. خلق خلفية ونهاية وحتى لا نضيف أرتالاً للبطالة باعتقادي تتابع د. أبو فخر: يجب تدارك الأمر مع المسؤولين في الوزارات المتخصصة وسوق العمل من أجل الحصول على مناهج تساهم في خلق خلفية كافية لأن يختار الطالب في ضوئها التخصص المناسب له. |
|